كان الفلسطينيين اليوم الجمعة على موعد مع أرضهم في ذكرى الأرض ال 42 من خلال مسيرة العودة الكبرى التي يعتبرونها فاصلة في تاريخ القضية الفلسطينية والتي انطلقت الى مخيمات العودة في خمسة نقاط قرب السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948. وكعادتها كانت قوات الاحتلال الإسرائيلية على موعد مع القمع والقتل في المواجهات التي اندلعت منذ ساعات صباح اليوم، على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة بين المتظاهرين وقوات الاحتلال والتي اودت بحياة 7 فلسطينيين وإصابة أكثر من 550 آخرين، حسب وزارة الصحة الفلسطينية. ويعتزم الفلسطينيون أن تكون هذه المسيرة التي خطط لها ان تستمر حتى 15 مايو القادم، في ذكرى "النكبة" السبعين، فارقًا في التاريخ الفلسطيني المعاصر-ومن المقرر أن تتواصل لحين اجتياز السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة وتحقيق العودة، بمشاركة أطياف الشعب الفلسطيني ومن أماكن لجوئهم كافة، وذلك بعد مرور نحو 70 عامًا على نكبة فلسطين وتهجيرهم من أرضهم وديارهم. اليوم وفي الذكرى الثانية والأربعين ل"يوم الأرض" الخالد، ينتفض الفلسطينيون في أماكن تواجدهم كافة، حيث تتجه "مسيرات العودة الكبرى"، بالداخل المحتل نحو القرى الفلسطينية المدمرة منذ العام 48، وفي الضفة المحتلة والقطاع المحاصر، وبلدان اللجوء تتجه المسيرات إلى المناطق الحدودية مع فلسطينالمحتلة. -إحياء يوم الارض: من اجل الحفاظ على ما تبقى من الأرض- يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى وهم يسعون للحفاظ على ما تبقى من الأرض والمسكن، ومؤكدين تمسكهم العربي والفلسطيني بالحق التاريخي بكامل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ النكبة. وتحل ذكرى يوم الأرض هذا العام، وقد استعرت حملات الاستيطان لتطال ما عليها من شجر وحجر وبشر و تغول الكيان الاسرائيلي وعمل على تفريغ الارض الفلسطينية من اصحابها بكل الطرق، وما كان بالأمس مخططا اصبح واقعا. فالمستوطنات اليوم تسيطر على اكثر من ثلاثين بالمائة من الارض الفلسطينية في الضفة، والمعسكرات الاسرائيلية تجثم على صدرها. وفي ظل هذا تحمل هذه الذكرى دلالات أهمها تمسك الفلسطينيين بأرضهم على امتداد مساحة الوطن ال27 ألف كيلو متر مربع، السليب (48) والمحتل (67)، والمترامية من الناقورة في الشمال إلى رفح في الجنوب، ومن البحر في الغرب إلى النهر في الشرق. ويؤكد الفلسطينيون استعدادهم الدائم والمستمر للدفاع عن أرض فلسطين التاريخية، والكفاح المتواصل من أجل تحريرها واستعادتها بكل الوسائل والأساليب وفي مقدمتها الكفاح المسلح لتحرير الأرض واسترداد الحقوق والكرامة. - ذكرى يوم الارض تحل في ظل ظروف صعبة تمر بها القضية الفلسطينية - تكتسب ذكرى "يوم الأرض" هذا العام أهمية استثنائية نظراً للظروف الصعبة والمعقدة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وتزداد الظروف خطورة بما تحيكه الإدارة الأميركية وحلفائها في المنطقة، من مخططات لتصفية القضية الفلسطينية التي اختصرها الرئيس الأميركي بإعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارة بلاده إليها بالتزامن مع ذكرى النكبة، وبإسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم حيث يقيمون، وإلغاء (الأونروا)، وإنهاء ما يسميه بتوريث صفة اللاجئ للأجيال الفلسطينية التي ولدت خارج فلسطين . وتكتسب ذكرى "يوم الأرض" هذا العام بعدا مختلفا، في ظل السياسة الإسرائيلية الاستيطانية المتواصلة التي أدت إلى تقويض "حل الدولتين"، وقضم المساحة المخصصة لإقامة الدولة الفلسطينية المتصلة فوقها، بينما أضاف قرار الرئيس ترامب بشأن "الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي"، تحديا ثقيلا أمام جهود استئناف العملية السياسية. فقد حولت "سلطات الاحتلال 40 % من إجمالي مساحة الضفة الغربية إلى "أراضي دولة لامتلاك ملكية التصرف فيها"، بحسب "الجهاز المركزي للإحصاء" الفلسطيني، الذي قدر "حجما بنحو 2247 ألف دونم". بينما "تستغل سلطات الاحتلال أكثر من 85 % من مساحة فلسطين التاريخية، البالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع، ولم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15 % من مساحة الأراضي فقط، فيما حوالي 48 % من مساحة المستوطنات مقامة على أراض ذات ملكية خاصة للفلسطينيين".