أتيحت لسكان ولاية تيزي وزو الفرصة لاكتشاف و تذوق جبنة بوحزة المنتوج المحلي الخاص بمنطقة الاوراس و ذلك في إطار الصالون الوطني للمنتوجات المحلية الذي تعيش على وقعه الولاية منذ 25 أبريل الماضي. و تعد هذه الجبنة طبيعية إذ لا تحوي على إضافات كيميائية وتنتج من حليب البقر أو الأغنام أو حليب الماعز كما أنها قليلة الحموضة مما يساعد على تجفيفها و تصفيتها لعدة أسابيع أو حتى أشهر في جلد الماعز أو الأغنام و تعتبر منتوجا تشتهر به ولاية أم البواقي و تقليدا تحتفل به منذ سنة 2014 . و استقطب الجناح الذي أقامته الجمعية الفتية إمسندا من أم البواقيي المشاركة في أول صالون للتذوق فضول الزائرين لتذوق هذه الجبنة التقليدية فالبعض فضلوا اقتنائه فيما فضل آخرون تذوقه دون شرائه. و لم يتفاجأ السيد دربال منعة عضو جمعية إمسندا على الإطلاق بتفاعل الزائرين الذين يتذوقون لأول مرة المنتج المحلي الغني, وفق ما ذكره المتحدث ل"وأج" علما أن "بوحزة" تعني أيضاي إستنادا لبعض الأصداء التي جمعتها "وأج" من شيوخ أم البواقي "هز المستهلك" أو "يتسوحزة" باللهجة الشاوية. و صرح السيد دربال أن بوحزة تنحدر من كلمة أمازيغ "هز" التي تعني أيضاً "هز و "رفع" الجبن الذي يتم تصفيته و حفظه و تعليقه بامسندا. و لصنع هذه الجبنة يتم وضع اللبن الرائب المملح بشكل طبيعي في جلد الماعز أو الأغنام للسماح له بالتقطير. هذه العمليات التي تجري في وقت واحد في الجبن تساعد على تقطير الجبن و نضجه , حسبما أوضحه. و بعد ثلاثة أشهر من النضج يمكن تناول هذه الجبنة ذات المذاق الشهيي و ذلك إما على قطعة من الخبز أو إضافتها إلى البركوكس أو الكسكسي. كما يمكن أن تقدم مع طبق من الفلفل الحار الذي يعطيها طعم منعش والزيتون المسحوق أو المهروس والأسماك. "إن ميزة هذه الجبنة هي أنه يمكن أن تتماشى مع العديد من النكهات والأذواق" يقول ذات المتحدث. و لا ترمز جبنة بوحزة إلى أنها منتوج محلي بل إلى صفحة مجيدة في تاريخ الجزائر هي حرب التحرير الوطني حيث كانت هذه الجبنةي التي يمكن الحفاظ عليها لمدة تصل إلى أربع سنواتي مع إضافة الملح بانتظام واحدة من أهم أطعمة المجاهدين في الولايتين التاريخية الأولى والثانية. وأضاف نفس المصدر, إن من ميزة هذه الجبنة كذلك أنها كانت تنقل بسهولة من قبل المجاهدين الذين كانوا يقومون بتعليقها في جذع شجرة في الجبال لتكون مصدراً لهم للبروتين. ومن أجل حماية هذا المنتج الذي يكاد يكون الجبن الوحيد المكرر والمخمّر طبيعيا والذي يحمل خبرة الأسلاف و تاريخ و هوية و التقاليد الفلاحية بمنطقة الأوراس, أفاد السيد دربال إن جمعية إمسيندا و سعيا منها لترقية و حماية اسم جبن أم البواقي قامت مؤخرا بإيداع ملفً لدى وزارة الفلاحة و التنمية الريفية والصيد البحري لوسمه.