يعدّ الجبن المسمى بوهزة بمثابة علامة مسجلة حقيقية لمادة غذائية محلية مفضلة بولاية أم البواقي، بالنظر إلى مذاقها الحار والذي يستهلك طيلة السنة بمنطقة الأوراس مما أدى إلى تخصيص عيد له. ونظرا لإهتمامها بالمحافظة على هذا التقليد الموروث عن الأجداد بإعتباره تراثا تتميز به منطقة الأوراس، تنظم مصالح الفلاحة ولأول مرة عيد جبن بوهزة . وظلت أسرار وفن تحضير هذا الجبن الطبيعي الذي يحضر من حليب الماعز والغنم تنتقل من جيل إلى آخر في أوساط العائلات الشاوية. وبفضل تربية الماعز والأغنام التي كانت تمارس بكثافة في الماضي بمنطقة الأوراس، فإن جبن بوهزة الذي يحضر من خلال تحويل حليب الماعز والغنم، كان له مكان بارز على مائدة جميع العائلات التي تمارس تربية الماعز والغنم، حسب ما أكده (مسعود. ش) فلاح في الستين من العمر والمقيم ببلدية عين الديس. فكلما كانت وفرة في الحليب -يقول ذات المتحدث- كلما كان أمر إعداد جبن بوهزة في متناول أسر منطقة الأوراس وخاصة منها مختلف جهات ولاية أم البواقي لاسيما في فترة الربيع حيث المراعي وكثرة الأعشاب الخضراء التي تسمح للأبقار والأغنام بأن تذر كميات كبيرة من الحليب التي تدخل في تحضيره. * هكذا يتم تحضير الجبن الأوراسي كان هذا النوع من الجبن يحضر في (شكوة) من جلد الماعز، يتذكر هذا الفلاح وهو يتحسر لتعويض ذلك في كيس من الكتان نظيف عادة ما يعلق في مكان بعيد عن متناول اليد لاسيما الأطفال، حيث يقطر منه الماء ولفترة ساعات لتزول منه الحموضة المفرطة. وعن طريقة إعداده -يضيف مسعود.ش- أن ربة أو رب الأسرة يضع اللبن الذي يحضر منه في كيس من الكتان نظيف عادة ليعلق في مكان بعيد عن متناول اليد لاسيما الأطفال، حيث يقطر منه الماء ولفترة ساعات لتزول منه الحموضة المفرطة، ولدى مراقبته إن لم تنقص منه كميات الماء المتواجدة به تضاف للكيس المعلق كمية من الملح التي تسمح بتجفيفه من الماء إلى أن يجف، حيث تختفي عنه صفة الليونة أو الطراوة. وعندها يستخرج من الكيس ليوضع في إناء حيث تضاف له كمية من الحليب غيرالطازج وبعض البهارات ومنها بالأساس الهريسة الحارة أو غيرها من المواد الحارة ليخلط كثيرا إلى أن تذوب المادة المضافة، وحين ذاك يتغير لونه ليصبح مائلا إلى اللون شبه الوردي ويصبح مذاقه متميزا بشيء من الحموضة والحرارة ويكتسي طابع الليونة. إثر ذلك -يضيف ذات المتحدث- يستخرج ويوضع في أواني ليقدم لأفراد العائلة أو للزوار على أنه منتوج غذائي مميز لنظام أكل مميز بالجهة. وأمام القيمة الغذائية الهامة لهذا الجبن التي أتبثتها دراسات أنجزت بجامعة قسنطينة -كما يقول من جهته علي فنازي رئيس مصلحة الدعم التقني والإنتاج النباتي بمديرية المصالح الفلاحية لولاية أم البواقي- قررت مصالح ذات المديرية بالتعاون مع الولاية المبادرة، تنظيم عيد لهذا الجبن للتعريف به وتبيان أهميته كمادة غذائية شعبية محلية عريقة. وعادة ما يقدم هذا الجبن أثناء تناول وجبات الغذاء أو العشاء مع كسرة الدار واللبن وحتى مع الأطعمة المتعارفة على غرار العيش التي تعد لليالي الشتاء الباردة وبداية الربيع البارد بالفلفل ولحم القديد لما لذلك من أثر في حماية الجسم من الأمراض ونزلات البرد الحادة.