أعرب وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل و نظيره الهولندي سيتف بلوك, يوم الاربعاء بالجزائر العاصمة, عن ارتياحهما لتطابق وجهات النظر و توافق رؤى و أهداف البلدين حول ملفات الساحة السياسية الاقليمية و الدولية. و في الكلمة التي ألقاها لدى افتتاح أشغال الدورة ال3 للجنة المختلطة للتعاون الاقتصادي و التكنولوجي بين الجزائر و هولندا التي ترأسها مناصفة مع نظيره الهولندي, أكد السيد مساهل يقول "فيما يتعلق بتنقل الاشخاص, أود أن عرب عن ارتياحي لكون بلدينا تمكنا من تحقيق تعاونهما لمواجهة ظاهرة الهجرة السرية في ظل الهدوء و المسؤولية و المساعدة المتبادلة". كما أشاد على وجه الخصوص بالتعاون القائم بين البلدين "لتقليص الى أدنى حد ممكن مسألة الهجرة السرية و العمل سويا على اقامة جسور بين بلدينا في مجال تنقل الأشخاص". و بخصوص هذه المسألة, عبر السيد مساهل عن قناعته بأنه "يجب علينا العمل سويا لجعل تبادلاتنا البشرية أكثر مرونة من خلال اعتماد تدابير تسهيل اجراءات التأشيرة" مضيفا انه "من الواضح أن تعميق مبادلاتنا الاقتصادية و التجارية و الثقافية يتم بالضرورة بإدخال تسهيلات أكبر على التنقل بين بلدينا". و لدى الحديث عن النزاع في الصحراء الغربية, قال السيد مساهل "ان بلدي مثل بلدكم يعمل من أجل حل عادل ودائم (لهذا النزاع) على اساس تسوية سياسية يوافق عليها الطرفان و تسمح لهذا الشعب بممارسة حقه في تقرير المصير طبقا لمبادئ الأممالمتحدة و ميثاقها". و أضاف يقول "ان منطقتنا تواجه تحدي زعزعة الاستقرار الذي تجسده ظاهرة الارهاب التي تعرف تحولا خطيرا من خلال الارتباط بشبكات تهريب المخدرات و مهربي المهاجرين غير الشرعيين وغيرها من عناصر الجريمة العابرة للأوطان" مشيرا الة انه "بخصوص هذه المسائل بالتحديد و بالطريقة التي انتهجها و انتصر بها على الارهاب العنيف و التطرف, فان بلدي مستعد لتقاسم تجربته الخاصة". وبخصوص اشكالية الهجرة, ذكر الوزير بأن "الجزائر, التي كانت من قبل بلد عبور, وأصبحت وجهة للهجرة غير الشرعية, هي اليوم مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأن محاربة تدفقات الهجرة غير الشرعة لا يجب أن تنحصر في بعدها الأمني, بل من خلال مقاربة شاملة تتكفل بالأسباب العميقة للظاهرة, لاسيما تلك المتعلقة بالنزاعات المسلحة والتخلف مضيفا أنه "يجب أن يتم كل هذا في كنف احترام القانون الدولي وكرامة الإنسان". وأشار السيد مساهل أيضا إلى أن "الاتحاد من أجل المتوسط الذي يتعين بالتأكيد تشجيعه باستخلاص العبر من وضعيته الحالية والدروس ضمن إطار برشلونة, يسمح لنا بإحراز تقدم واضح في مسار تعاون منسجم وفعال مع الاتحاد الاوروبي". و من جهة أخرى تطرق وزير الخارجية إلى "ملف يتجلى بعده كاملا في هذه المرحلة من التشنجات الكثيرة في العلاقات الدولية جراء الارهاب والأفكار التي ينطوي عليها من لا تسامح واقصاء". و أوضح أن الأمر يتعلق بمفهوم العيش معا في سلام الذي كرسه قرار منظمة الأممالمتحدة بجعله يوم 16 ماي من كل سنة يوما عالميا للعيش معا في سلام و هذا القرار الذي بادرت به الجزائر جاء ليعزز المجتمع الدولي في سعيه اليومي ونضاله من أجل تغليب قيم السلم والتسامح والصداقة, مشيدا "بالدور الذي لعبته هولندا في المصادقة على هذا القرار". و من جهته, أشاد رئيس الديبلوماسية الهولندية بتقارب الرؤى بين الجزائروهولندا في المجالات السياسية والجهوية والدولية. أما بخصوص الهجرة, فقد أشار الى أن هذه القضية تُعدّ ظاهرة عابرة للأقاليم وتتطلب تعزيز التعاون بين الدول المعنية. كما أشاد بالعمل الفعال للجزائر في مجال معالجة مسألة الهجرة, منوها بالتعاون القائم بين البلدين في ميدان الجماعات المحلية. واعرب عن "ارتياحه لتنظيم تكوين لفائدة الموظفين الجزائريين حول اللامركزية ومشاركة المواطنين والخدمات الادارية المحلية" مشيدا, بهذه المناسبة, بجهود الجزائر في "التنمية المستدامة للمنطقة". وفيما يتعلق بالشأن الليبي, أكد رئيس الديبلوماسية الهولندية على دعم بلاده لعمل المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة ولاسيما من خلال خريطة الطريق التي تنص على تعديل الاتفاق السياسي الليبي وعقد مؤتمر وطني يتمحور حول المصالحة الوطنية وكذا انتخابات تشريعية. أما بخصوص محاربة التطرف العنيف والراديكالية, فقد أشار إلى ان الجزائروهولندا قد عززتا تعاونهما الثنائي لأجل مواجهة هذه الظاهرة. وعن منطقة الساحل, أشاد رئيس الديبلوماسية الهولندية بدور الجزائر في ابرام اتفاق السلام حول ماليبالجزائر العاصمة.