اتسم الدور الاول من منافسات كأس العالم لكرة القدم (2018), المتواصلة فعالياتها بروسيا بالانتكاسة الجماعية للمنتخبات الافريقية الخمسة الممثلة للقارة السمراء التي غادرت العرس العالمي في مرحلة المجموعات, فيما كانت المفاجأة "الفاجعة" من نصيب حامل اللقب العالمي, المنتخب الالماني الذي توقف مشواره في الدور الاول من منافسات الطبعة ال21 من المونديال في نتيجة لم تكن لتخطر على بال أحد. ويبدو ان الهزيمة المرة التي تجرعها منتخب "الماكنات" مساء يوم الاربعاء امام منتخب كوريا الجنوبية (2-0), المقصى من المنافسة حتى قبل الجولة الثالثة و الاخيرة من مقابلات المجموعة السادسة, ستبقى بمثابة الكابوس الذي سيحاصر المنتخب الالماني الذي فشل فشلا ذريعا في الدفاع عن تاجه العالمي المحقق في الطبعة الماضية 2014 بالبرازيل, لتطاله هو الآخر اللعنة التي اصابت في دورات سابقة المنتخبات الحاملة للقب, بالإقصاء في الدور الاول مثل ما كان الشأن بالنسبة لكل من منتخب فرنسا 2002 و ايطاليا 2010 و اسبانيا 2014. وقد غادر المنتخب الأماني منافسات العرس العالمي بحصيلة هزيلة لا ترقى ابدا الى طموحات الانصار ولا إلى توقعات المختصين, بهزيمتين اثنتين و فوز واحد. وفي بقية المجموعات, يمكن القول ان المنطق احترم بشكل كبير بتأهل المنتخبات المرشحة مثل البرازيل و فرنسا و اسبانيا و البرتغال و الارجنتين التي لم تتمكن تحت قيادة نجمها ليونيل ميسي من اقتطاع تأشيرة التأهل سوى في الجولة الثالثة و الاخيرة من المجموعة الثالثة بعد تفوقها "العسير" امام منتخب نيجيريا (2-1) الذي اسال العرق البارد للجيل الذي يسعى لإعادة مجد الاسطورة "ديغو مارادونا" . -- نكسة جماعية للمنتخبات الافريقية لأول مرة منذ 1982 – ولعل العنوان الابرز للدور الاول من العرس العالمي بالإضافة الى الاخفاق الالماني, يبقى دون منازع يتمثل في النكسة الجماعية للمنتخبات الافريقية الخمسة المشاركة (نيجيريا و مصر و تونس و المغرب و السنغال) التي فشلت جميعها في اقتطاع تأشيرة المرور الى الدور الثاني لتكون هذه هي النتيجة الاسوأ لإفريقيا منذ طبعة 1982 التي جرت بإسبانيا سنة 1982 و عرفت اقصاء الجزائر و الكاميرون . ورغم ان الاقصاء لم يستثني أحد من المنتخبات الافريقية الا أن درجة و مرارة الخيبة كانت متفاوتة بين منتخبات القارة السمراء, مثل ما هو الشأن بالنسبة للمنتخب المصري الذي تجرع ثلاثة هزائم متتالية آخرها في الداربي العربي أمام منتخب السعودية ب(2-1) , فيما نجح المنتخب التونسي الذي انهزم في المقابلتين الاولى و الثانية من حفظ ماء وجه الكرة المغاربية و العربية و الافريقية بالفوز على منتخب بنما ب(2-1) , ليسجل بذلك أول فوز له منذ دورة الارجنتين 1978 . ومن جهته غادر المنتخب المغربي بقيادة المدرب الفرنسي هنري رونار المنافسة بنقطة يتيمة حققها في المواجهة التي جمعته بالمنتخب الاسباني (2-2), لكن الاقصاء المبكر لاسود الاطلس لا يلغي الوجه الطيب الذي قدمه المنتخب في هذا المونديال. وخلافا للمنتخبات السابقة, لا يختلف اثنان في وصف اقصاء منتخب نيجيريا بالإقصاء المر و القاسي, بعد أن فرط منتخب النسور قبل اربع دقائق فقط من نهاية المواجهة التي جمعته بالمنتخب الارجنتين في بطاقة التأهل,عقب تلقيه لهدف قاتل في الدقيقة ال86, انتهى به منتخب نيجيريا مغامرته الافريقية بمجموع ثلاث نقاط . ولا تختلف نكسة نيجيريا كثيرا عن نكسة منتخب السنغال الذي اقصي من المنافسة على يد المنتخب الكولمبي بعد هزيمته أمامه أمس الخميس في الجولة الثالثة و الاخيرة بنتيجة (1-0), ليخرج من العرس العالمي الذي لم ينقصه فيه سوى نقطة واحدة للمرور الى الدور المقبل. ولم يكن الحظ في هذه الدور من نصيب المنتخب السنغالي- الذي تبقى احسن مشاركة له في المونديال سنة 2002 ب (اليابان و كوريا الجنوبية)-, بعد ان تعادل في مجموع النقاط (4 نقاط) و في الفارق في الاهداف المباشرة و الغير مباشرة مع المنتخب الياباني, ليتم الاعتماد بعدها على ورقة اللعب النظيف التي رجحت الكفة للمنتخب الياباني. وبعيدا عن عبارات الخيبة و الاخفاقات, كان التألق و التفوق من نصيب على التوالي كل من منتخبات الاورغواي (المجموعة الاولى) و كرواتيا (المجموعة الثالثة) و بلجيكا (المجموعة الثامنة), التي اجتازت الدور الاول بالزاد كاملا من خلال فوزها بالمواجهات الثلاثة. وينفرد منتخب الأورغواي بأحسن خط دفاع بعدم تلقيه لأي هدف فيما انفرد منتخب بلجيكا بأحسن خط هجوم بتسع اهداف منها خمسة ضد المنتخب التونسي (5-2). وكان أكبر فوز في المنافسة حققه المنتخب الانجليزي على حساب بنما (6-1). و بالمقابل انفرد منتخبا مصر و بنما (اول مشاركة له), بمغادرة الدور الاول بدون رصيد (0 نقطة), في الوقت التي سجلت فيه بقية المنتخبات المشاركة بمونديال روسيا هدف واحد على الاقل في الدور الاول . -- مرحلة قطع النفاس تنطلق ابتداء من الدور ثمن النهائي .... وبعد اسدال الستار عن الدور الاول من مونديال 2018, تركن المنتخبات الستة عشرة (16) المتأهلة ليوم راحة (اليوم الجمعة) قبل استئناف المنافسة يوم غد السبت بإجراء مقابلات الدور ثمن النهائي التي تنطلق بمواجهتي فرنسا / الارجنتين (00ر15 بتوقيت الجزائر) و الأوروغواي / البرتغالي (00ر19سا بتوقيت الجزائر) . وسيكون الموعد يوم الاحد المقبل بالمواجهة التي ستجمع منتخب البلد المضيف روسيا بالمنتخب الاسباني, في مواجهة مفتوحة على جميع الاحتمالات فيما سيسعى المنتخب البرازيلي يوم الاثنين الى تجاوز عقبة المنتخب المكسيكي . وبلغة الارقام, عرف الدور الاول من المنافسة سجل 122 هدف منها 25 هدف بعد الدقيقة ال85. ويحتل مهاجم المنتخب الانجليزي هاري كين صدارة الهدافين بمجموع خمسة اهداف متقدما على كل من البلجيكي لوكاكو والبرتغالي رونالدو بمجموع اربعة اهداف لكل لاعب. وفي الختام, تجدر الاشارة الى ان حكام الدورة, قاموا بإجهار 158 بطاقة صفراء و ثلاث بطاقات حمراء خلال المقابلات ال48 التي تضمنها الدور الاول.