بالرغم من مشاركة أربع منتخبات ** يعتبر مونديال روسيا 2018 الأسوأ في تاريخ مشاركات المنتخبات العربية كيف لا وهو المونديال الذي أفرز خروج كلي للمنتخبات العربية الأربعة من المنافسة قبل إجراء مباريات الجولة الثالثة التي تعد مبارياتها شكلية للمنتخبات العربية وأفرز فوز السعودية على مصر في لقاء تحصيل حاصل وتونس على بنما وتعادل المغرب أمام اسبانيا. وبالعودة إلى الخروج الجماعي للمنتخبات العربية بعد إجراء الجولة الثانية يكون المدرب البرتغالي الشهير جوزي مورينيو قد وفق في تكهناته عشية إنطلاق البطولة حول مصير المنتخبات العربية الأربعة في البطولة إذ رشحها لتوديع المنافسة مبكراً وهو ما حدث وخرج الرباعي بنهاية منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات. وكان المدرب البرتغالي قد تعرض لهجوم شرس من قبل وسائل الإعلام والجماهير العربية خاصة من الخبراء والمحليين في الاستديوهات الرياضية التابعة للفضائيات العربية والذين اتهموا مورينيو بتثبيط العزائم الفولاذية للمنتخبات العربية التي انتقلت إلى روسيا بهدف إحداث مفاجآت في البطولة فإذا بها تكتفي بتحقيق هزائم مشرفة وأخرى تاريخية مثلما جرت العادة في الدورات السابقة مع منتخبات عربية أخرى. المنتخبات العربية.. حضور المونديال وكفى كشف مونديال روسيا أن التأهل للنهائيات والتواجد في دور المجموعات أصبح سقف طموحات أي منتخب من المنتخبات العربية سواء الإفريقية والآسيوية ليصبح الخروج من البطولة في دورها الأول هو القاعدة الثابتة في المسابقة أما تحقيق التأهل للدور الثاني فيبقى مجرد استثناء لم يتكرر مع أي منتخب عربي حتى الآن سواء المغرب أو السعودية أو الجزائر. المنتخبات العربية لا تستفيد من تجاربها السابقة كما كشف المونديال الروسي أن المنتخبات العربية لا تستفيد من تجاربها السابقة ولا تستفيد من أخطائها بعد تكرار سيناريو الأهداف القاتلة وتكرار إستراتيجية التركيز على الأداء بدلاً من النتيجة في وقت نجحت منتخبات في بلوغ أدوار متقدمة بأداء باهت لم يمنعها من صناعة الفرح لجماهيرها مما جعل المنتخبات الأربعة تظهر في الدورة الحالية وكأنها تخوض كأس العالم لأول مرة في تاريخها رغم أنها المشاركة الخامسة للمغرب وتونس والسعودية والثالثة لمصر ورغم اختلاف الأجيال إلا أن موروث الحضور في المحفل العالمي تتوارثه الأجيال الكروية من جيل لجيل ليستفيد منه مثلما يحدث عند المنتخبات العريقة كالبرازيلوألمانيا والأرجنتين التي تمتلك تاريخاً كبيراً في المشاركة يساعدها معنوياً على خوض أي بطولة بفرصة أكبر. المشاركة العربية والوهم العربي المتتبع لما كتب في وسائل الإعلام العربية في البلدان الأربعة التي تأهلت منتخباتها للمونديال الروسي سواء أكانوا إعلاميين أو فنيين أو مسؤولين يتأكد بأن الوسط الكروي العربي راهن على منتخبات لم تكن قادرة نفسياً على الثقة بإمكانياتها بعدما عبرت لنهائيات كأس العالم بشق الأنفس وسخرت كافة الوسائل المادية وغير المادية لتحقيق هذا الإنجاز العالمي. كما يتأكد للوسط الكروي بإنه لا يزال يخلط بين أداء ونتائج المباريات الودية التي تبرمجها المنتخبات الكبيرة للحفاظ على جاهزيتها البدنية وتفادي الإصابات وبين ما تتخذه المنتخبات العربية من المباريات الودية معياراً لقياس درجة فرصها وحظوظها في التأهل للدور الثاني عبر حسابات غير دقيقة والتي يستحيل تجسيدها ميدانياً بفعل تغير المعطيات بين المواجهات الرسمية والودية وبفعل قراءات فنية خاطئة للمنافسين مثل تصنيف الفيفا لمنتخبات روسيا والأوروغواي والبرتغال وإسبانيا وإنجلترا وبلجيكا. المنتخبات العربية لا تزال تعيش مرحلة الأحلام الحقيقة المؤلمة والمرة التي أظهرتها نتائج الرباعي العربي في مونديال روسيا هي أن هذه المنتخبات لا تزال تعيش مرحلة الأحلام التي تحجب إمكانياتها الحقيقية في المنافسة مع كبار المنتخبات بعيدًا عن الواقع الذي يكشف مستواها المحدود الذي يؤهلها لنهائيات كأس العالم بشق الأنفس لكنه يعيقها عن تجاوز ذلك السقف. بخروج السنغال على يد كولومبيا منتخبات أمريكا الجنوبية تقضي على أحلام القارة السمراء قضت أمريكا الجنوبية على أحلام منتخبات إفريقيا من التواجد في الدور ثمن النهائي ببطولة كأس العالم المقامة في روسيا بعد خسارة المنتخب السنغالي اليوم الخميس من نظيره الكولومبي بهدف من توقيع ياري مينا. وودع المنتخب السنغالي مونديال روسيا في المركز الثالث برصيد 4 نقاط وهو نفس رصيد المنتخب الياباني الذي خسر هو الآخر من بولونيا بهدف نظيف لكن قانون اللعب النظيف حسم مقعد الوصافة لصالح الكمبيوتر الياباني. وكان المنتخب السنغالي يحتاج إلى التعادل لضمان العبور إلى دور ال16 لكن هدف مدافع برشلونة ياري مينا من رأسية قوية منع رجال المدرب أليو سيسي من ذلك. وكررت منتخبات أمريكا الجنوبية ضربتها لمنتخبات إفريقيا بعدما قهر المنتخب الأرجنتيني نظيره النيجيري بهدفين لهدف في الدقائق الأخيرة عن طريق ماركوس روخو يوم الثلاثاء الماضي بعدما كان التعادل يجعل النسور الخضراء في دور ال16 من مونديال روسيا. وفي المجموعة الأولى ساهم منتخب الأوروغواي أيضًا في إقصاء مصر بعدما انتهت مباراة الجولة الأولى بين الفريقين بنتيجة 1-0 لصالح أبناء أمريكا الجنوبية وبعد هزيمة السنغال أمام كولومبيا فإن المنتخبات الإفريقية ستغيب عن دور ال16 في المونديال للمرة الأولى منذ نسخة 1982. بسبب الخروج الكلي للمنتخبات الإفريقية في الدور الأول رقم سلبي إفريقي يشهده المونديال للمرة الأولى منذ 36 عاما ضاعف منتخب السنغال من أحزان الكرة الإفريقية بعدما أصبح الممثل الخامس للقارة السمراء الذي يودع بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في روسيا من دور المجموعات. وخسر منتخب السنغال 1/0 أمام منتخب كولومبيا في الجولة الثالثة (الأخيرة) لمباريات المجموعة الثامنة من مرحلة المجموعات في المونديال الروسي ليتجمد رصيده عند أربع نقاط متأخرا بفارق معايير اللعب النظيف عن منتخب اليابان صاحب المركز الثاني المتساوي معه في نفس الرصيد وفارق الأهداف الذي تعادل معه 2/2 في مواجتهما المباشرة بالمجموعة فيما تصدر المنتخب الكولومبي المجموعة برصيد ست نقاط. ولم تغب المنتخبات الإفريقية عن الدور الثاني لكأس العالم منذ نسخة المسابقة عام 1982 بإسبانيا حيث كانت منتخبات إفريقيا ضيفا دائما على هذا الدور منذ مونديال 1986 بالمكسيك. وكان المنتخب المغربي صاحب الظهور الإفريقي والعربي الأول بالدور الثاني لكأس العالم وذلك في المونديال المكسيكي لكنه سرعان ما ودع البطولة بخسارته 1/0 أمام منتخب ألمانيا الغربية وفي النسخة التالية حقق منتخب الكاميرون إنجازا جديدا للكرة الإفريقية في مونديال 1990 بإيطاليا حينما تأهل لدور الثمانية بفوزه 2/1 على نظيره الكولومبي بالدور الثاني ولكنه خسر 3/2 أمام منتخب انجلترا في الوقت الإضافي ليخفق في التواجد ضمن المربع الذهبي بالبطولة وساهم تألق المنتخبات الإفريقية في المونديال في زيادة عدد ممثليها إلى ثلاثة منتخبات للمرة الأولى في مونديال 1994 بالولاياتالمتحدة الذي شهد صعود منتخب نيجيريا للدور الثاني لكنه خسر 2/1 أمام منتخب إيطاليا بقيادة نجمه روبيرتو باجيو في الوقت الإضافي أيضا ومع زيادة عدد المنتخبات الإفريقية إلى خمسة منتخبات في مونديال 1998 بفرنسا عاد المنتخب النيجيري لتمثيل القارة السمراء في الدور الثاني لكنه تعرض لخسارة موجعة 4/1 أمام منتخب الدنمارك وكرر منتخب السنغال إنجاز نظيره الكاميروني بالتأهل إلى دور الثمانية في مشاركته الأولى بكأس العالم عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وذلك عقب فوزه 2/1 على منتخب السويد بالدور الثاني لكنه خسر صفر / 1 أمام منتخب تركيا ليفشل في أن يكون أول منتخب إفريقي يصعد للدور قبل النهائي وجاء الدور على المنتخب الغاني ليمثل الكرة الإفريقية بالدور الثاني في مونديال 2006 بألمانيا لكنه تكبد خسارة مذلة 3/0 أمام منتخب البرازيل. وعاد المنتخب الملقب ب(النجوم السوداء) ليحقق إنجازا أكبر بالتأهل إلى دور الثمانية عقب فوزه 2/1 على منتخب الولاياتالمتحدة في دور الستة عشر. وواصل سوء الحظ ملازمته للمنتخبات الإفريقية بعدما وقف دون مشاركتها في الدور قبل النهائي بعدما خسر المنتخب الغاني بركلات الترجيح أمام منتخب أوروجواي في دور الثمانية. وشهد المونديال الماضي بالبرازيل عام 2014 الظهور الأكبر للمنتخبات الإفريقية في الدور الثاني بتأهل نيجيرياوالجزائر لكن سرعان ما خرجا من المسابقة عقب خسارتهما أمام منتخبي فرنساوألمانيا على الترتيب.