أصيب العشرات من المواطنين الصحراويين اثر اعتداء عنيف لقوات الاحتلال المغربي, على مظاهرات سلمية نظمها اهالي مدينة العيون المحتلة, للتنديد بتواصل الاحتلال المغربي لأراضيهم, وذلك تزامنا مع زيارة المبعوث الأممي, هورست كوهلر, الأولى من نوعها للمناطق المحتلة. وأفادت وكالة الأنباء الصحراوية (وأص) يوم الجمعة, أن قوات الإحتلال المغربي, كانت قد حاصرت أزقة وشوارع العاصمة الصحراوية المحتلة منذ يوم الأربعاء, وذلك في محاولة لمنع الجماهير الصحراوية من النزول الى الشارع وايصال صوتها الى البعثة الاممية. غير ان هاته الأخيرة (الجماهير الصحراوية), كانت في الموعد, حسب وكالة الأنباء الصحراوية, حيث "خرج العشرات من المتظاهرين على طول شارع الشهيد محمد عبد العزيز حاملين الأعلام الصحراوية ومطالبين بجلاء الاحتلال المغربي عن أرض الصحراء الغربية, قبل أن تفاجئهم قوات الاحتلال بمختلف تشكيلاتها بتدخل عنيف أدى الى سقوط العشرات من الضحايا نقل البعض منهم الى مستشفى المدينةالمحتلة". وجدير بالذكر, بأن قوات الاحتلال المغربي, لازالت تحاصر أزقة وشوارع العاصمة المحتلة العيون تزامنا وزيارة المبعوث الاممي للصحراء الغربية السيد هورست كوهلر, للعاصمة المحتلة التي حط بها الرحال صبيحة أمس الخميس. وتعد الزيارة التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة, الى الصحراء الغربية, الثانية من نوعها الى المنطقة حيث إستهلها الاسبوع الماضي, بزيارة إلى الجزائر ثم موريتانيا وذلك تطبيقا لتوصيات اللائحة الأممية (2414). كما زار المبعوث الاممي مخيمات اللاجئين الصحراويين, في تندوف حيث التقى مع رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية, ابراهيم غالي, والذي أكد أن الحديث مع كوهلر كان "صريحا وخصوصا بكل ما تعلق بالبحث عن تطبيق توصية مجلس الأمن الصادرة في نهاية شهر أبريل الفارط والتي تنص على ضرورة تنشيط المفاوضات بين طرفي النزاع, الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والمملكة المغربية''. وقال إبراهيم غالي بأن "بعث المفاوضات سيسمح بتعبيد الطريق نحو تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير بكل حرية لاختيار مستقبله''. واشار إلى أن المباحثات مع السيد كوهلر كانت فرصة أيضا للتطرق لمختلف "العراقيل التي أحالت دون تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الصحراوية والبحث عن أنجع السبل لتمكين فعلا هذه التوصيات من الدخول حيز التنفيذ". وعلى أساس ما سيتوصل اليه في هذه المحاولة الاممية الجديدة ستكون إفادة كوهلر الى مجلس الامن الدولي شهر اكتوبر القادم. وكان الرئيس الالماني الاسبق (كوهلر) حدد في اجتماعه الاول بمجلس الامن الذي جرى في شهر مارس الفارط, مهمته كمبعوث شخصي للأمين العام الاممي و التي تتمثل في "ايجاد طريق إلى المستقبل" على أساس حل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير. للتذكير فإن كوهلر كان قد قام في شهر أكتوبر 2017 بجولته الأولى الى المنطقة على أمل بعث المفاوضات بين طرفي النزاع, وتعود أخر جلسة للمفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب, إلى شهر مارس 2012 بمانهاست بالولايات المتحدةالأمريكية ومنذ ذلك الحين ومسار السلام الذي بادرت إليه الأممالمتحدة يراوح مكانه بسبب العراقيل التي وضعها المغرب من أجل الحيلولة دون تسوية النزاع على أساس مبادئ الشرعية الدولية التي تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.