أكدت المؤرخة الفرنسية، ميشال ريو سارسي، أن "الوقت قد حان" في فرنسا للتوقف عن التقطير "الشحيح" في البرامج الدراسية من خلال السعي الى تناول التاريخ الحقيقي للاستعمار بدون اي ممانعة". وأوضحت ذات المؤرخة في مقال افتتاحي نشر مساء اليوم الخميس في صحيفة ليبراسيون انه "لا ينبغي فقط الإشارة إلى الفعل الاستعماري و إنما إحداث قطيعة نهائية مع هذا الصمت الطويل الذي تتخلله محاولات تعيسة لتدريس +الاثار الايجابية للاستعمار+. كما دعت المؤرخة التي أسست في سنة 2005 لجنة اليقظة أمام الاستغلال العام للتاريخ الى تسليط الضوء على "الأفعال العديدة" للمقاومة التي "ما فتئت تميز المرحلة الاستعمارية" مؤكدة أن "إحداث القطيعة مع الصمت لا يعني دعوة الى مصالحة الذاكرة". وأضافت ان "التلميذ مهما كان سنه بحاجة الى مرجعية ايجابية يمكنه الانطلاق منها" مشيرة الى ان سنوات الصمت "لا يمكن تعويضها باعتراف متأخر و انتقائي للقتلى تحت التعذيب". كما أكدت ان ورثة ضحايا مجازر 17 اكتوبر 1961 للجزائريين بباريس "الحدث الذي اطلنا الانتظار للكشف عن المسؤولية المشؤومة للشرطة الفرنسية فيه و بالتالي الدولة" يطالبون "بالاعتراف بكفاح عادل". وتابعت قولها "كيف كان رد فعلهم عن التصريحات الاخيرة لإيمانويل ماكرون حول حقيقة مقتل موريس اودان؟ كم عدد الذين سينتظرون مثل هذا الإقرار الشحيح؟" الآلاف حسب المؤرخين" مذكرة بان جون لوك إينودي "غير المحبب" من الأكاديمية قد سبق له قبلهم ان كشف عن الممارسات "غير القانونية" للجيش الفرنسي. وخلصت في الاخير الى القول "اننا ندرك بان ذاكرة الماضي هي محرك التاريخ و أن الكشف و إظهار آثار هذا الاخير هي من مسؤولية الجميع من اجل تفادي تغذية المشاعر" داعية الى مراجعة روح البرامج الدراسية بفرنسا موضحة انه "اذا أردنا إنصاف جميع اللذين و اللاتي ينتظرون بلا امل تثمين تاريخهم اي تاريخنا فانه من الاجدر مراجعة روح البرامج الدراسية التي تضع على الهامش هذه الحقبة الوطنية من الماضي".