نظم الاف الطلبة يوم الثلاثاء في عديد من ولايات الوطن مسيرات سلمية لدعم الحراك الشعبي والدعوة إلى "التغيير الجذري للنظام" وإلى "مرحلة انتقالية تحت إشراف شخصيات وطنية نزيهة، ذات كفاءة و مصداقية" قصد ارساء دولة القانون ومقاضاة كل المتورطين في قضايا فساد، وفق ما وقف عليه صحفيو واج. و خرج الطلبة بولايات وسط البلاد للمطالبة بال"تغيير الجذري لنظام الحكم"، حيث جابوا خلال هذه المسيرة الأسبوعية الشوارع الرئيسية للمدن وهم رافعون لافتات و أعلام تعبر عن دعمهم للمؤسسة العسكرية من خلال شعارات "الجيش الشعب ...خاوة خاوة " مع الإلحاح على "سلمية الحراك الشعبي منذ انطلاقة يوم 22 فبراير الماضي إلى غاية تحقيق التغيير المنشود" . كما خرج الاف الطلبة وبعض اساتذة عدة جامعات ومعاهد بشرق البلاد في مسيرات احتجاجية سلمية تندرج في إطار مواصلة الحراك الشعبي السلمي للمطالبة ب"التغيير الجذري للنظام"، وبرحيل جميع رموزه . و رفع المتظاهرون شعارات الحراك الشعبي السلمي من بينها المطالبة بتكريس فعلي لاستقلالية القضاء ومحاكمة من أضروا بالاقتصاد الوطني، مطالبين برحيل رموز النظام وفي مقدمتهم كل من رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوى. وفي نفس الاطار، نظمت جموع طلبة الجامعات بولايات جنوب الوطن مسيرات لدعم الحراك الشعبي والدعوة إلى "التغيير السياسي العميق ". ورفع الطلبة خلال هذه المسيرات لافتات تدعو إلى " التغيير الجذري للنظام السياسي القائم ، و" رحيل رموزه " ، ومكافحة الفساد ، قبل أن ينظم الطلبة اعتصاما داخل الحرم الجامعي. وبالموازاة مع هذه المظاهرات الطلابية نظمت ندوة خطابية أمام جامعة قاصدي مرباح بورقلة تناول فيه متدخلون مسألة مرافقة الحراك الشعبي ، وحول مكافحة الفساد ، وذلك بمبادرة من المكتب المحلي للمجلس الوطني للتعليم العالي . كما دعا مشاركون في هذا اللقاء إلى المحافظة على روح المواطنة ، وتكريس الهوية الوطنية ، واحترام التنوع وقبول الآخر ، مؤكدين بالمناسبة على الدور المحوري الذي ينبغي أن تضطلع به مؤسسة الجامعة بخصوص تسيير الوضعية الحساسة التي تمر بها الجزائر ، وأيضا سبل مساهمتها في بناء الوطن على الصعيدين السياسي والإجتماعي الإقتصادي. كما عرفت معظم جامعات ولايات غرب البلاد تجمعات ومسيرات للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام، وبالإصلاح و التغيير و تحسين الظروف البيداغوجية داخل الجامعة و الظروف الاجتماعية على مستوى الإقامات الجامعية. وبخلاف الأسابيع الماضية توجهت بعض المسيرات نحو المجالس القضائية من أجل مطالبة السلطة القضائية بفتح ملفات الفساد ومحاسبة المتورطين.وردد المتظاهرون جملة من الشعارات منها "يا قضاة الجمهورية شعبكم هو الشرعية" و"يا قضاة حققوا في الملفات". وفي وهران انظم مئات المحامين مسيرة الطلبة مطالبين بعدالة حرة ومستقلة ورحيل النظام و ذلك بعد تعليق أنشطتهم القضائية لمدة أربعة أيام تعبيرا عن رفضهم لتنظيم الانتخابات الرئاسية في يوليو المقبل. وسار المحامون من مقر مجلس قضاء وهران الى غاية مقر المحكمة بحي "جمال الدين"، مرددين ن شعارات ضد السلطة القائمة ، مطالبين ب "إنشاء جمهورية جديدة تستجيب لتطلعات الجزائريين، جمهورية قوية مدعومة بعدالة حرة ومستقلة" حسبما ذكره احد المتظاهرين. كما طالب اصحاب الجبة السوداء الذين رفعوا الراية الوطنية و العديد من الشعارات بالمتابعة القضائية للمتورطين في الاختلاسات على مدار العشرين سنة الماضية. ومن ناحية أخرى، نظم المحامون وقفة احتجاجية عند محكمة حي "جمال الدين" لمناشدة القضاة، ودعوتهم للمشاركة في "الكفاح من أجل عدالة حرة". وبعد الوقفة الاحتجاجية عاد المتظاهرون إلى قصر العدالة أين وصلوا مرفوقين بتشجيعات من سائقي السيارات الذين أوقفهم أعوان المرور للسماح للمتظاهرين بالمرور. وانتهت المسيرة بتجمع في الفناء الأمامي للمحكمة جددوا خلاله مطالبهم الرئيسية. في الوقت الذي كان فيه اصحاب الجبة السوداء يتفرقون كان طلاب كلية الحقوق بجامعة بلقايد في مسيرة إلى مقر الولاية و عند مرورهم عند مفترق الطرق المرشد وقفوا أمام مقر مجلس قضاء وهران مسجلين تضامنهم مع المحامين.