مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل أضحت محلات بيع البهارات الواقعة وسط مدينة تبسة لاسيما شوارعها العتيقة و أزقتها الضيقة الوجهة الأولى والمقصد الرئيسي للعائلات التبسية و حتى من مختلف ولايات شرق البلاد و كذا المهجر لاقتناء أفضل وأجود أنواع التوابل. و يجد الزائر لتيفاست العتيقة حيث تنبعث روائح البهارات التقليدية من المحلات المختصة في بيعها نفسه "مجبرا" على شراء كميات منها بعد أن تأسره مناظر عرضها على الزبائن في أكياس قماش من نوع "خيشة" (نوع من الكتان يستخدم عادة في صناعة الخيام و الحقائب) تحافظ على النكهة و على طاولات مزدانة بمختلف الأنواع و الألوان. و يتم عرض تشكيلات من التوابل و البهارات و الأعشاب المحلية و المستوردة على غرار الكركم و الكزبر و الحبة السوداء و زريعة البسباس و جوزة الطيبة وحبة الحلاوة و رأس الحانوت و فلفل الزينة أو الفلفل الأحمر الحار والحلو وغيرها بطريقة مغرية تستقطب الزبائن. كما تتوفر ذات المحلات على مختلف مستلزمات المطبخ التبسي التقليدي الأصيل والذي لا يختلف كثيرا عن باقي مطابخ ولايات شرق الوطن كالفريك و المرمز والشعير الخاصين بتحضير طبق "الشربة أو الجاري" إضافة إلى مختلف النباتات الطبية والعطرية والزيوت المستخلصة والمياه المقطرة. كما أشار ذات المتحدث إلى أنه "يتم انتقاء الأشخاص الذين يقومون بمهمة البيع بدقة و الذين يكونون في العادة من أفراد العائلة و يخضعون لفترات من التدريب للتعرف على الأعشاب والبهارات و كيفية استخدامها بغية الإلمام بالمهنة ومساعدة الزبائن و تقديم النصائح لهم خاصة في حالات العلاج بالأعشاب الطبية". و في اعترفت السيدة مليكة صاحبة 57 سنة بالقول "لقد دأبت على اصطحاب ابنتي ذات 23 عاما لاختيار التوابل حتى أمكنها من التعرف عليهم وعلى استعمالاتهم" متطرقة إلى جودتها و أسعارها التي تعد في متناول الجميع. وأضافت ذات المتحدثة بأنها "تقصد وسط مدينة تبسة لاقتناء كل مستلزمات مطبخها طيلة السنة و لاسيما أثناء التحضير لشهر رمضان المعظم أو حفلات الزفاف" مضيفة بأنها "تستفيد أيضا من النصائح المقدمة من طرف عمال المحلات حول كيفية استخدام بعض المعروضات."