أصبح التعليم القرآني بولاية وهران يستقطب عددا معتبرا من المواطنين من مختلف الفئات والأعمار الذين يقبلون على المدارس القرآنية والزوايا والجمعيات الناشطة في هذا المجال لحفظ كتاب الله. وتستوعب هذه المؤسسات الدينية التلاميذ ما قبل التمدرس وصغار الحفظة والطلبة ما بعد التمدرس والطلبة المسافرين والنساء , وحتى أقسام محو الامية بالمساجد تحرص على التعليم القرآني , حسب مسؤولي المديرية الولائية للشؤون الدينية والأوقاف. وإذا كانت الزوايا وبعض المدارس المسجدية لا تزال تعتمد على الوسائل التربوية التقليدية كاللوحة، و الحبر المحلي و أدوات المحو,فإن العديد من المدارس, لا سيما تلك التابعة للجمعيات ,أصبحت تساير التطور وتم تجهيزها بالوسائل الحديثة إضافة الى اعتمادها على طرق التلقين المعمول بها بالمدارس النظامية. وتحصي الزاوية البلقائدية حاليا بمدرستها القرآنية أزيد من 165 طالبا أغلبهم يستفيد من النظام الداخلي , قدموا من العديد من ولايات وطن على غرار تبسة وتمنراست وولايات غرب الوطن وذلك بالإضافة الى الدارسين بفروعها بوهران والجزائر العاصمة والبليدة وعنابة وتلمسان والأغواط وبشار وتقرت وخميس مليانة وفرع باريس بفرنسا , كما ذكره مفتش التعليم القرآني بالزاوية . ويستفيد المنتسبون لهذه الزاوية من التأمين الاجتماعي والتغطية الصحية بفضل العيادة التي تتوفر عليها هذه المؤسسة الدينية, وفق رشيد بوجمعة, الذي أشار الى أن كل المصاريف تتحملها الزاوية من خلال مداخيل أوقافها. وبالإضافة الى تحفيظ القرآن الكريم بالطريقة التقليدية باستخدام اللوحة يتم تلقين الطلبة التعليم الشرعي من فقه وتفسير والحديث النبوي الى جانب اللغة العربية والنحو. كما تم إعداد برنامج خاص للموهوبين منهم لتعلم أحكام التجويد والقراءات العشر يشرف عليه شيخ مصري أزهري, أشرف النهري. جمعيات دينية رائدة في التعليم القرآني... برزت بولاية وهران في السنوات الأخيرة جمعيات دينية تخصصت في التعليم القرآني إكتسبت تجربة مكنتها من أن تصبح رائدة في تحفيظ كتاب الله على غرار جمعيات "الزاد" و" النماء" و" الفرقان". وتستقبل جمعية "الزاد" لتعليم القرآن الكريم الكائنة بحي "مطلع الفجر" شرق مدينة وهران التي إفتتحت سنة 2010 أزيد من 200 متمدرس من أطفال ونساء من مختلف فئات الأعمار الذين يتم تلقينهم بالإضافة الى حفظ القرآن ,أحكام التجويد والتفسير ( إبن كثير) والأحاديث النبوية ( الأربعين النووية) علاوة على اللغة العربية. كما تنظم هذه الجمعية التي تحمل شعار" القرآن زادك في الدنيا شفيعك في الآخرة " ندوات فكرية لفائدة المنتسبين الى مدرستها للتعليم القرآني تتناول مواضيع اجتماعية وعلمية على غرار " العلاقات الأسرية" و" العلاقات الزوجية" و"التربية الذكية لدى الأطفال" , حسب رئيسة الجمعية نكروف جميلة. ويشارك المنتسبون للمدارس القرآنية بالولاية في المسابقات المحلية والوطنية حيث أحرز أحد ممثلى الزاوية البلقائدية على الجائزة الأولى في مسابقة "تاج القرآن" الوطنية , إضافة الى حصول آخرين على مراتب متقدمة في مسابقات دولية بالمغرب وتونس والكويت وإيران.