تمحورت أشغال ملتقى أميان (فرنسا) حول الصحراء الغربية الذي افتتحت أشغاله أمس الاثنين تحت شعار "الصحراء الغربية-أحداث مسألة قديمة" اليوم الثلاثاء حول سكان الصحراء الغربية مع التركيز على مشكل جنسية شعب يناضل من أجل استقلاله. و ركز المشاركون في مداخلاتهم بشكل خاص على ميزة شعب لطالما رفض الاستعمار من خلال تنظيمه الاجتماعي و حركاته في الأراضي المحتلة من قبل المغرب و في الأراضي المحررة و بمخيمات اللاجئين أو حتى بالمنفى مؤكدا بذلك مدى تمسكه بإقليم يبقى محروما منه. في معرض حديثه عن تاريخ الصحراء الغربية أبرز المؤرخ فرانسيسكو كوريال من المركز الوطني للبحث العلمي أن سكان هذا الاقليم هم الذين أطلقوا تسمية الصحراويين" على أنفسهم، مذكرا أن نضالهم ضد المحتل الاسباني يعد في حد ذاته دليلا على هذا التطلع الاستثنائي لدولة مستقلة. و لقد شكل مفهوم "الجنسية" الصحراوية محور النقاش خلال الجلسة الصباحية التي حاولت خلالها هيلين راسبايل أستاذة محاضرة في القانون العام شرح الصعوبة و اللبس الذي يقترن بهذا الوضع بالنسبة لسكان لا يُعترف بدولتهم المتمثلة في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية سيما من قبل الدول الغربية. من جهتها، أشارت الأستاذة المحاضرة في علم الاناسة بجامعة سيسكس (انجلترا)، أليس ويلسون، أن التغيرات التي طرأت على المجتمع الصحراوي (نمط حياة قار، وانفصال، ومنفى، وشتات بالخارج) لم تثني من عزيمة الصحراويين على تمسكهم بأرضهم وبمبدأ تقرير المصير. كما نوه الأستاذ المحاضر بعلم الاناسة أيضا، سيباستيان بولاي إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي والحقبة الرقمية التي يشهدها العصر قد جددت تمسك الصحراويين ببلدهم. وركزت ممثلة المنظمة غير الحكومية "أوكسفام" والمكلفة السابقة بالدعوة الانسانية بمخيمات اللاجئين بتندوف، فرجينيا مورا، من جانبها، على الوضعية الانسانية للاجئين التي تعرف، حسبها، مشاكلا في التمويل بسبب الوضع الراهن القائم منذ أزيد من 40 سنة. وأكدت أن "المساعدة الانسانية غير معتبرة إذ إن الوضع هناك حرج"، مضيفة أن "ما ينقص هو التطور السياسي وأن الوضع الراهن يزيد في حدة الوضع".