دخل العصيان المدني الذي دعت إليه الحركة الاحتجاجية في السودان حيذ التنفيذ اعتبارا من يوم الأحد على أن يستمر للضغط على المجلس العسكري المتهم ب"القمع العنيف"حتى تسليمه السلطة لحكومة مدنية. و تأتي الدعوة للعصيان المدني خمسة ايام بعد قيام قوات الامن بفض اعتصام منظم من طرف المحتجين منذ 6 ابريل أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم امتدادا للحركة الاحتجاجية التي اندلعت في ديسمبر الماضي. و قال تجمع المهنيين السوداني الذي يقود الاحتجاجات ان حركة العصيان المدني بدأت اليوم و لن تنتهي الا بالإعلان عن حكومة مدنية، حيث يأتي هذا النداء غداة زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد الى الخرطوم كوسيط بين المحتجين و المجلس العسكري الانتقالي الذي يحكم البلاد منذ الاطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 ابريل الماضي. وجاءت زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى الخرطوم بعدما علقت مفوضية الاتحاد الإفريقي عضوية السودان من المنظمة الإفريقية، لحين تسليم السلطة لحكومة مدنية، بعد مقتل عشرات المتظاهرين أثناء فض قوات الأمن اعتصامهم في الخرطوم. وخاضت المعارضة المدنية محادثات مع المجلس العسكري المؤقت بشأن انتقال يقوده مدنيون إلى الديمقراطية، لكن المفاوضات تعثرت ثم انهارت بعد اقتحام قوات الأمن لموقع الاعتصام. وفي أعقاب أحداث الفض الدموي للاعتصام، ألغى المجلس العسكري كل الاتفاقات التي توصل إليها مع قوى الحرية والتغيير بشأن الانتقال الديمقراطي، وأعلن عن إجراء انتخابات عامة في غضون تسعة أشهر، لكن الحركة الاحتجاجية رفضت هذه الخطط. ويشهد السودان اضطرابات منذ ديسمبر الماضي، بعد خروج احتجاجات بسبب ارتفاع أسعار الخبز ونقص السيولة، أدت إلى عزل الرئيس عمر البشير على يد الجيش في 11 أبريل الماضي، لينتهي حكمه الذي استمر ثلاثة عقود.