أحيت اليوم الخميس الأسرة الثورية بالبليدة الذكرى التاسعة و الخمسون لاستشهاد البطل الجيلالي بونعامة وسط اشادة و إجماع المجاهدين بمسيرته النضالية الحافلة بالانتصارات. و على غرار كل سنة, تحرص الأسرة الثورية بمعية السلطات الولائية على إحياء ذكرى استشهاد أحد أبطال شهداء الجزائر الملقب بأسد الونشريس و الذي يعد رمز لشجاعة و كفاح مجاهدي الثورة التحريرية الذين عانوا الويلات في سبيل أن ينعم الشعب الجزائري بالحرية بعد سنوات طويلة من الظلم و مختلف أساليب الاستبداد التي مارسها المستعمر الفرنسي. و استهل البرنامج الخاص بهذه المناسبة التي تعد فرصة كل سنة لاستذكار تضحيات هذا البطل المعروف باسمه الثوري "سي محمد", بتجمع أفراد الأسرة الثورية من مجاهدين و أبناء الشهداء و كذا السلطات المحلية و أبناء الولاية أمام النصب التذكاري الخاص به الواقع بساحة باب الجزائر وسط المدينة و الذي تم رفع الستار عنه بمناسبة الذكرى 55 لاستشهاده. و عقب رفع العلم الوطني و قراءة فاتحة الكتاب على أرواح شهداء الثورة التحريرية, منحت الكلمة لعدد من المجاهدين الذين عايشوا هذا الرجل البطل أين أجمعوا على تمتع هذا الإبن البار بمقومات الشخصية القوية التي جعلت منه قائدا مثاليا للولاية التاريخية الرابعة. كما تطرق العديد منهم للمسيرة النضالية لهذا الشهيد الذي قاد عمليات عسكرية كللت بالنجاح وخلد اسمه بحروف من ذهب, و هو الرجل الذي قال ذات يوم أنه " ليس القائد من يقوم بعمل بطولي فقط بل عليه أن يكون رجالا يقنعهم ويحبهم ويجعلهم يحبونه". يذكر أن العقيد الجيلالي بونعامة من مواليد شهر أبريل 1926 بدوار بني هندل في قلب الونشريس التحق بالمدرسة الابتدائية ثم توجه في سن مبكرة الى الحياة العملية حيث عمل بمنجم لكي يعيل أسرته الفقيرة. و التحق بصفوف الثورة التحريرية بعد اندلاعها وتمكن بفضل حيويته وصلابته من جعل منطقة الونشريس قلعة قوية لجبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني و هذا منذ سنة 1955 و إلى غاية 1956. وفي سنة 1957, ارتقى الى رتبة رائد قائد المنطقة الثالثة حيث قام بالتنظيم السياسي والإداري والاجتماعي وجعل هذه المنطقة محرمة على المستعمر ليعين سنة 1958 بمجلس الولاية الرابعة كرائد عسكري الى جانب سي محمد بوقرة وبعد استشهاد هذا الأخير أسندت له مهمة قيادة الولاية الرابعة. وقد اختار مدينة البليدة مركزا لقيادة الولاية ومنها أصبح يعد وينظم العمليات العسكرية وكان له الضلع الأكبر في تنظيم مظاهرات 11 ديسمبر1960. و في ليلة 8 أغسطس 1961, كشف العدو مركز قيادة الولاية الرابعة بوسط مدينة البليدة ليستشهد البطل القائد رفقة سي خالد و عبد القادر وادفل و مصطفى النعيمي و هذا بعد مواجهات عنيفة ضد الوحدة العسكرية الخاصة التي قدمت من جزيرة كورسيكا فيما تم إلقاء القبض على محمد تقية الذي كان كاتبا بمجلس الولاية و كذلك محمد بومهدي.