إجماع على أهمية الدور العسكري والسياسي الذي كان يلعبه ** أحيت مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية الذكرى ال56 لاستشهاد البطل العقيد جيلالي بونعمامة المدعو سي محمد وسط حضور كبير للأسرة الثورية من مجاهدين وأبناء الشهداء والسلطات المحلية وكذا أبناء الولاية. واستهل البرنامج الخاص بهذه المناسبة التي تعد فرصة كل سنة لاستذكار تضحيات هذا البطل الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة بتجمع المشاركين في هذه المناسبة أمام النصب التذكاري الخاص به الواقع بساحة باب الجزائر وسط مدينة البليدة والذي تم رفع الستار عنه السنة المنصرمة بمناسبة الذكرى ال55 لاستشهاده. وبعد رفع العلم الوطني وقراءة فاتحة الكتاب على أرواح شهداء الثورة التحريرية منحت الكلمة لعدد من المجاهدين الذين عايشوا هذا الرجل البطل أين أجمع جميعهم على تمتع هذا الإبن البار المعروف باسمه الثوري سي محمد بمقوّمات الشخصية القوية التي جعلت منه قائدا مثاليا للولاية الرابعة التاريخية. كما تم بالمناسبة تنظيم محاضرة تطرقت إلى المسيرة النضالية لهذا الشهيد الذي قاد عمليات عسكرية كللت بالنجاح وخلد اسمه بحروف من ذهب في مسيرة الثورة التحريرية. وأجمعت مختلف تدخلات المجاهدين الذي قدموا شهاداتهم الحية في حق الشهيد الجلالي بونعمامة على أهمية الدور العسكري والسياسي الذي كان يلعبه إبان ثورة التحرير وهذا من خلال سرد بعض أهم البطولات والمعارك الناجحة التي قادها ضد قوات جيش الاحتلال الفرنسي. يذكر أن العقيد الجيلالي بونعامة من مواليد شهر أفريل 1926 بدوار بني هندل في قلب الونشريس. التحق بالمدرسة الابتدائية ثم توجه في سن مبكرة إلى الحياة العملية حيث عمل بمنجم لكي يعيل أسرته الفقيرة. والتحق بصفوف الثورة التحريرية بعد اندلاعها وتمكن بفضل حيويته وصلابته من جعل منطقة الونشريس قلعة قوية لجبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني وهذا منذ سنة 1955 وإلى غاية 1956. وفي سنة 1957 ارتقى إلى رتبة رائد قائد المنطقة الثالثة حيث قام بالتنظيم السياسي والإداري والاجتماعي وجعل هذه المنطقة محرمة على المستعمر ليعين سنة 1958 بمجلس الولاية الرابعة كرائد عسكري إلى جانب سي محمد بوقرة وبعد استشهاد هذا الأخير أسندت له مهمة قيادة الولاية الرابعة. وقد اختار مدينة البليدة مركزا لقيادة الولاية ومنها أصبح يعد وينظم العمليات العسكرية وكان له الضلع الأكبر في تنظيم مظاهرات 11 ديسمبر1960. وفي ليلة 8 أوت 1961 كشف العدو مركز قيادة الولاية الرابعة بوسط مدينة البليدة ليستشهد البطل القائد رفقة سي خالد وعبد القادر وادفل ومصطفى النعيمي وهذا بعد مواجهات عنيفة ضد الوحدة العسكرية الخاصة التي قدمت من جزيرة كورسيكا فيما تم إلقاء القبض على محمد تقية الذي كان كاتبا بمجلس الولاية وكذلك محمد بومهدي.