لا تزال أكلة "البويشة" التقليدية المتوارثة عن الأجداد سيدة الاطباق الجيجلية احتفالا بالمناسبة الدينية عاشورا بالرغم من تغير وتطور العادات الاستهلاكية واندثار الكثير من عادات وتقاليد الاكلات الجزائرية. وحسب السيدة زينب، ربة بيت، فإن معظم العائلات الجيجلية ان لم تكن كلها تتفنن في اعداد هذا الطبق الذي يتكون من ثلاثة مواد رئيسية هي الدشيشة (سميد خشن) وزيت الزيتون والتمر اليابس. وعن كيفية التحضير وطهي هذه الاكلة التقليدية بامتياز- تضيف السيدة زينب ان ربات البيوت يقمن بإعداد الدشيشة سواء بشرائها مباشرة من عند البقال أو من خلال غربلة السميد وأخذ الخشن منه ، ثم جلب التمر الجاف وزيت الزيتون. وحسب ذات المتحدث فإن البعض يخلط بين "البويشة" التي تقتصر بكثرة على أبناء مدينة جيجل و "البوبشة" التي تعدها بعض العائلات في البلديات المجاورة والفرق الأساسي يكمن في أن الأولى حلوة المذاق في حين أن الثانية مالحة المذاق، كما أن البويشة تقدم صباحا للافطار أما "البوبشة" فتقدم في وجبة العشاء وهي مليئة بالخضار واللحم. وباستبعاد الفرضيتين التركية والبريطانية - يقول جمال الدين - يبقى الاصل وهو كون الطبق محلي جيجلي بامتياز. وان اختلف البعض في أصل وتاريخ هذه الاكلة التقليدية المتوارثة إلى اليوم فقد أجمع كلهم على لذة "البويشة" وارتباط طبخها بالاحتفال بيوم عاشوراء.