من الأطباق التقليدية الشهيرة لسكان مدينة جيجل القدامى، طبق الجيجلية، مع حلول ذكرى عاشوراء التي تمثل عند المسلمين الذكرى التي نجى فيها المولى عز وجل نبيننا موسى عليه السلام من بطش فرعون، وكذا مناسبة لإخراج الزكاة. ويقوم الجواجلة كغيرهم من سكان الجزائر والأمة الإسلامية بصوم التاسع والعاشر من محرم أو العاشر والحادي عشر من ذات الشهر. كما تقوم النسوة بتحضير أطباق تقليدية احتفاء بهذا العيد الديني، فسكان تاكسنة والأمير عبد القادر والشقفة والميلية والطاهير وزيامة منصورية وغيرهم، فيحتفلون بأطباق الطعام باللحم أو الدجاج أو الشخشوخة أوالتريدة والدويدة، إضافة إلى الغرايف والحلويات التقليدية. كما تنشط تجارة بيع السميد الخشن والتمر الجاف اليابس التي تعتبر من الأساسيات في إعداد طبق البويشة بمدينة جيجل. ويشتهر سكان عاصمة الولاية بإعداد طبق يسمى البويشة، والذي يعد مرة في السنة، حيث أشارت إلى السيدة صفية أن هدا الطبق يتم تحضيره بواحد كلغ من السميد الخشن، الدي يستعمل في تحضير قلب اللوز وكلغ واحد من التمر الأصفر اليابس الجاف الحلو الطعم وحوالي نصف لتر من زيت الزيتون وكمية من الملح وكدا الماء، حيث يتم وضع التمر منزوع النوى مع العجين في قدر كبير أو طنجرة كبيرة، بعد وضع أحجار صغيرة في قاع الطنجرة لتفادي الاحتراق. والبعض يضعون نوى التمر التي يحتفظ بها لهذا الغرض، وتركها على نار هادئة من 5 إلى 7 ساعات حسب الكمية. بعدها يوضع هذا الخليط المطبوخ داخل أحشاء مجففة ”الدوارة أوالكرشة أوالمصران الكبير” للخروف أوالجدي، الذي تم نحره في عيد الأضحى، ليتم تقديمه لأفراد العائلة والضيوف يوم الاحتفال بعاشوراء. فيما يتم الاحتفاظ بالكمية المتبقية لاستعمالها في وجبات الفطور اليومية مع كأس الحليب، والتي تعطي نشاطا كبيرا. وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن أصل هذا الطبق تركي الأصل، حيث كان جنود القائدين بابا عروج وخير الدين يعتمدون عليه خلال الغارات البحرية على العدو في عرض البحر الأبيض المتوسط في القرن ال 15م. كما تفيد المعلومات أن هذا الطبق بإمكانه تقوية جسم الإنسان لما يضم من مقويات بروتينية وفيتامينات وحريريات طاقوية إلى غاية 3 أيام، أي أن طبق البويشة يقاوم الجوع لأزيد من 3 أيام. وقد أشار الطبيب بواب ضياء الدين، مختص في الغدد وداء السكري، في إلى أن فائدة هذا الطبق كبيرة جدا للأصحاء طبعا، فهو عبارة عن منجم من الطاقة والمعادن باحتوائه على سكريات سريعة وفيتامينات ومعادن في التمر وسكريات معقدة للدقيق وبعض الدهون في مادة الزبدة أو زيت الزيتون المستعملة، إضافة إلى كون زيت الزيتون غني بالأحماض الدهنية، ما يجعل هذا الطبق منتوجا للطاقة بامتياز، وكذا اللحوم المجففة التي تعطي أملاحا معدنية.. فهو طبق اقتصادي جدا ويضاهي المقويات الأخرى. وفي نفس السياق حذر الطبيب بواب، المصابين بداء السكري، من تناوله نظرا للمضاعفات الخطيرة على صحتهم وزيادة نسبة السكر في الدم بطريقة سريعة جدا. ونفس الشيء يقال عن المرضى الذين يعانون من ارتفاع في الكولسترول في الدم.. ليبقى طبق البويشة من أهم الأطباق التقليدية بعاصمة الكورنيش، والتي تقدم مرة في السنة لكنه حاضر في كل المعارض التقليدية عبر الوطن.