تتواصل بالمدن النيوزيلاندية الحملة التحسيسية الواسعة النطاق إزاء خطورة الوضع المعاش بالأراضي الصحراوية المحتلة جراء الانتهاكات المغربية الجسيمة لحقوق الإنسان ومعاناة هذا الشعب من التشرد وهدر ثرواته لعدة عقود. فقد نظمت جمعية الصداقة مع الشعب الصحراوي بنيوزيلندا بالتعاون مع مجموعة السلام بولينغتون، عاصمة نيوزيلاندا، لقاءا تواصليا مع الجمهور، تميز بالاستماع إلى محاضرة حول القضية الصحراوية متبوعة بنقاش حول مختلف جوانب القضية نشطه كل من ممثل جبهة البوليساريو باستراليا ونيوزيلاندا، محمد فاضل كمال، والناشطة الصحراوية، تكبر احمد القايد صالح. ومرة أخرى وجه الديبلوماسي الصحراوي، محمد فاضل، دعوة لشركات نيوزيلاندا للتوقف عن نهب الفوسفات الصحراوي كاشفا في الوقت ذاته أنه لم يتبق أمام الشعب الصحراوي إلا اللجوء للمحاكم لثني هذه الشركات عن استنزاف خيرات البلد المحتل، وهو ما سيتم، كما أوضح، في القريب العاجل بعد أن تم استنفاد جميع السبل من أجل إقناع هذه الشركات بالتخلي عن نشاطها. ويحضى مسار السلام الذي تقوده الأممالمتحدة في الصحراء الغربية، بدعم من قبل الحكومة النيوزيلاندية بما في ذلك عبر الدعوة لتنظيم استفتاء عادل وشفاف حول تقرير مصير الشعب الصحراوي، وهو ما تحييه جبهة البوليساريو غير أنها تتأسف من أن هذا الموقف يتناقض مع موقف الشركتين، اللتين تنتهكان بشكل مباشر القانون والمعاهدات الدولية التي تحرم التعامل مع القوى المحتلة للبلدان المستعمرة. ووفق مصادر صحراوية فان شركتي رافنزداون، وبالانص، النيوزلنديتين تستوردان حوالي 70 في المائة من الفوسفاط الصحراوي المسروق، أو "الفوسفاط الملوث بالدماء" ، بحيث تستعمل هذه الشركات الفوسفات الصحراوي الغني بالفوسفور لصناعة الأسمدة التي تعتمد عليها الفلاحة النيوزلندية. وتعد تجارة الفوسفات أحد أهم القطاعات التي يستغلها نظام الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، في الوقت الذي يعيش فيه أزيد من 173 ألف لاجئ صحراوي على المساعدات الإنسانية طيلة أربعة عقود، في حين تعيش بقية الشعب الصحراوي الفقر والتهميش في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.