تجري عملية الاقتراع لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم الخميس ببلديات غرب العاصمة في أجواء يطبعها التنظيم المحكم والظروف الجيدة التي استحسنها الناخبون. وبدأ الناخبون ببلديات غرب العاصمة منذ الساعات الاولى من فتح مكاتب الاقتراع في الادلاء بأصواتهم في اجواء ميزها الهدوء و الاستقرار والتنظيم المحكم. و اجمعت مختلف الانطباعات التي استقتها (وأج) من ناخبين ومشرفين على عدد من مكاتب التصويت بهذه الجهة من العاصمة على أن العملية تجري في ظروف تنظيمية محكمة حيث يؤدي الناخبون واجبهم الوطني في أجواء هادئة وعادية. فبوادي الرمان و بالضبط بالمكتب الانتخابي مدرسة "أول نوفمبر"، أكدت السيدة حاجي، التي كانت قد انتهت من اداء واجبها الوطني، ان تصويتها كان "من اجل الجزائر"، آملة في "عودة الهدوء والهناء للبلاد و محاسبة المفسدين واسترجاع الاموال المنهوبة المهربة الى الخارج". و بمدرسة "الاخوة عبد العزيز" بنفس الحي، لوحظ اقبال متوسط في اوساط الشيوخ، النساء منهم و الرجال، حيث كان النقاش "حادا" حول الهدف من الانتخابات بين جيل الثورة و الشباب. و اعتبر السيد بوزيان (75 سنة) ان "الحل الوحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية"، لا سيما و انه عايش الثورة التحريرية و ما زال التعذيب الذي قام به الجيش الفرنسي ضد عمه ووالده "محفورا" في ذاكرته، معربا عن مخاوفه من أي سيناريو محتمل للتدخل الاجنبي في الشؤون الجزائرية. من جانبها، افادت سيدة في الاربعينيات من عمرها بعدم اقتناعها بالمترشحين، غير انها قامت بأداء واجبها الانتخابي من باب حرصها على مصلحة الوطن، في حين اعتبرت السيدة مريم، طاعنة في السن، انها انتخبت رغم معاناتها من المرض لأنها ترى ان "لا فائدة من المقاطعة". أما الشاب أحمد (30 سنة)، فأكد انه تقدم للمركز من أجل اداء واجبه الانتخابي رغم اصابته على مستوى الساق. وعند الاستفسار عن نسبة المشاركة في الفترة الصباحية، أفاد رئيس هذا المركز، عبد الفتاح حسان، انها "ضعيفة"، مشيرا الى انه "من المنتظر ان ترتفع بعد الظهيرة خاصة في اوساط النساء اللاتي يتوجهن الى مكاتب الاقتراع في هذه الفترة". تنقلت بعدها (واج) الى بلدية درارية، و بالضبط بالمركز الانتخابي "متوسطة ابن رشد"، حيث كانت الحركية تميز المكان مقارنة بسابقيه. فبكل عزم عبر عدد من الشباب عن اقتناعهم بهذا الموعد الذي يعد بالنسبة لهم "المخرج الوحيد" للجزائر لإحداث التغيير الذي يطالب به الشعب. وأكد مدير هذا المركز حسن سير العملية الانتخابية و اقبال المواطنين، حيث سجل نسبة مشاركة "تزيد عن 13 بالمائة" في منتصف النهار. الموعد كان بعدها مع مركز الاقتراع "محمد طايبي" (بابا احسن) المخصص للرجال ايضا، حيث اكد جل المستجوبينان الهدف من مشاركتهم في الانتخابات هو "عودة الهدوء للجزائر بعد عدة اشهر من الحراك الشعبي". أما بمراكز الاقتراع بكل من اسطاوالي و عين البنيان و كذا الشراقة، فقد لوحظ اقبال ضعيف للمواطنين وشوارع شبه خالية، و كأن الجزائر في ترقب، تنتظر ما سيسفر عنه الصندوق.