أكدت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة اليوم الجمعة من تيبازة أن الاحتفال الرسمي برأس السنة الامازيغية يأتي لتعزيز الثوابت الوطنية و دعم الوحدة بمقوماتها الثلاث، الإسلام و العروبة و الأمازيغية. وقالت الوزيرة لدى إشرافها بتيبازة رفقة الامين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد و والي تيبازة، محمد بوشمة، على الافتتاح الرسمي للاحتفالات الوطنية برأس السنة الامازيغية 2970 "يناير" أن التظاهرة تأتي في اطار تعزيز الثوابت الوطنية بمقوماتها الثلاث "الإسلام و العروبة و الأمازيغية" و دعما للوحدة الوطنية. وفي السياق، أعلنت الوزيرة عن قرار "تفعيل" إتفاقية الشراكة و التعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية بهدف "ترقية" استعمال اللغة الامازيغية في "المجال الثقافي" و "التراث لتاريخي" و "تثبيت الهوية الثقافية الوطنية". كما يهدف القرار، --تضيف السيدة بن دودة-- الى "تكريس اللغة الامازيغية من خلال إدماج البعد الثقافي الامازيغي في برنامج عمل الوزارة" مشددة أن مناسبة الاحتفال برأس السنة الامازيغية تكتسي "أهمية بالغة على أكثر من صعيد". و في الصدد جددت الوزيرة التذكير بحقبة المستعمر الفرنسي الذي كان حاملا لخطة "إستدمارية، حاربت الذاكرة قبل الإنسان" مبرزة أن سياسته، أي المستعمر الفرنسي، تمحورت حول "بث التفرقة بين السكان و إسطناع كل ما يباعد بين الجزائريين إنطلاقا من العرق أو اللغة أو حتى اللهجة لبلوغ هدف فرق تسد". وعملت السياسة الاستعمارية وقتها على "منع" الجزائريين من تشكيل امة واحدة و متماسكة ذات قوام مشترك و ثقافة جامعة و على حرمان الشعب من تعلم دينه و لغته، ناهيك عن الأمازيغية قبل أن يفرض المستعمر عنوة لغته الرسمية على الجزائر على أوسع نطاق و حارب كل العادات و التقاليد التي تمت إلى الهوية الجزائرية، تقول الوزيرة. و وجدت دولة الجزائر الفتية، المستقلة بتضحيات جسام-- تتابع الوزيرة- نفسها تعمل على تملك هويتها من جديد و تبادر بترقية مقومات و ثوابت الأمة قناعة منها أن قوة اي لغة و رقيها مستمد من قوة أمتها و عملها الدؤوب من خلال تقوية اللحمة الوطنية و الجعل من التنوع، تجانسا و ثراء للأمة و عامل إستقرار. و وقع اختيار المحافظة السامية للغة الأمازيغية هذه السنة على ولاية تيبازة لتنظيم الاحتفالات الرسمية و الوطنية برأس السنة الامازيغية 2970 "يناير" من خلال تنشيط برنامج تثقيفي و اجتماعي و اكاديمي ثري و متنوع على مدار أربعة أيام كاملة، ابرزها ملتقى أكاديمي حول موضوع "يناير رمز هوية مستعادة و معلم تاريخي يحتاج التثمين" مثلما قال سي الهاشمي عصاد في كلم مقتضبة بالمناسبة. كما أكد الأمين العام للمحافظ السامية للغة الأمازيغية عن أهمية الملتقى إلى جانب تنصيب لأول مرة بولاية تيبازة لجنة ولائية لكنه التراث اللامادي، "الدينان" إلى جانب تقديم درس نموذجي باللغة الأمازيغية. و كانت المحافظة السامية للغة الأمازيغية قد اعتبرت في بيان لها سابق مناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية ب"لبنة قوية في التلاحم الشعبي و الاسمنت المسلح للانسجام الاجتماعي و وحدة الشعب الجزائري".