سيخوض منتخبا مصر و تونس, -مثل ما جرت عليه العادة-, منافسات الطبعة ال24 من كأس أمم افريقيا المقررة بالعاصمة تونس و الحمامات و نابل في الفترة من 16 الى 26 يناير, في ثوب المرشحان الابرز للتتويج بلقب الدورة التي تعرف لأول مرة مشاركة 16 بلدا, بما فيها الجزائر التي ستسعى لخلط الحسابات و تغيير هذه النظرة المسبقة لمجريات المنافسة. فمنذ بعث البطولة سنة 1974, تقاسمت منتخبات الجزائر و مصر و تونس الألقاب الافريقية التي عاد 17 تتويجا منها لممثلي المغرب العربي و 6 "للفراعنة". فتحت قيادة الاسباني روبرتو غارسيا باروندو, المتوج بلقب احسن مدرب لسنة 2019, سيسعى المنتخب المصري, الذي يملك في خزائنه ستة ألقاب, الى اضافة تتويج سابع و استرجاع التاج الذي ضاع منه في 2018 لفائدة الفريق التونسي. ومتواجدا في المجموعة الاولى, سيخوض المنتخب المصري -الذي سجل مشاركة مشرفة في بطولة العالم الاخيرة أنهاها في المركز الثامن-, المنافسة من موقع الفريق المرشح, حيث ينافس في الدور الأول كلا من غينيا و جمهورية الكونغو الديمقراطية و كينيا. وستكون مصر, التي احرزت آخر لقب افريقي لها سنة 2016, من بين اقوى المرشحين للتتويج رفقة المنتخب التونسي الذي سيسعى جاهدا للاحتفاظ بتاجه المحقق بدورة الغابون-2018. ففي كأس امم افريقيا الأخيرة, كان المنتخب المصري قد تجرع هزيمة "مرة" في المقابلة النهائية على يد نظيره التونسي (26-24) الذي اثرى بالمناسبة سجله بعاشر لقب في تاريخه. وسيسعى "الفراعنة" في دورة تونس الى اضافة اللقب السابع لهم من اجل الالتحاق في السجل بالمنتخب الجزائري. ==الجزائر لمحو نكسة 2018== من جهته, سيخوض المنتخب التونسي الذي يعد -بدون منازع- عملاق الكرة الصغيرة الافريقية برصيد 10 ألقاب, الدورة بنية أكيدة في اضافة تتويج جديد, مستفيدا في ذلك من عاملي الأرض و الجمهور, هذا الأخير سيكون حتما ورقة فارقة و رابحة بقاعة رادس بالنسبة ل"نسور قرطاج". وبقيادة المدرب الاسباني توني جيرونا, سيدخل المنتخب التونسي, الذي انهى منافسات البطولة العالمية الاخيرة التي جرت بالدنمارك و ألمانيا في المركز ال12, هو الآخر الدورة من موقع الفريق المرشح "فوق العادة" في مجموعته الثالثة التي تتشكل ايضا من الكاميرون و كوت ديفوار و الرأس الاخضر الذي يسجل بالمناسبة اول مشاركة له في كأس افريقيا. وستكون الفرصة من دون شك سانحة امام اصحاب الارض للتتويج باللقب واقتناص التأشيرة الوحيدة المؤهلة للألعاب الاولمبية المقبلة (طوكيو-2020). وبالإضافة الى المضايقة المتوقعة و المنتظرة لأصحاب الارض من قبل مصر, يتعين على تونس كذلك توخي الحذر من المنتخب الجزائري, تحت قيادة المدرب الفرنسي آلان بورت الذي يعرف جيدا التونسيين حيث عمل معهم في الفترة الممتدة من 2009 الى 2013 و توج معهم بلقبين قاريين في 2010 و 2012. ومن المؤكد ان الفريق الوطني, الذي غاب عن بطولتي العالم 2017 و 2019 و المتواجد حاليا في طور اعادة البناء, سيلعب مباريات "كان-2020" و كله عزم و ارادة على إعادة صنع امجاد الكرة الصغيرة الجزائرية التي تلقت ضربة قوية في دورة 2018 التي انهتها في مركز سادس مخيب للآمال حيث يعد الاسوأ في تاريخ المشاركات الجزائرية في هذا الموعد. ويبدو ان الفرصة ستكون سانحة للمنتخب الوطني, المدرج في المجموعة الثالثة رفقة المغرب و الكونغو و زامبيا التي تسجل اول مشاركة لها في البطولة, لتحقيق انطلاقة جديدة مع مدرب محنك يعرف خبايا كرة اليد الافريقية وتشكيلة تضم في صفوفها مزيجا من الاسماء الكبيرة التي تملك خبرة محترمة خاصة على الصعيد القاري و أخرى شابة تبحث عن البروز. وتتمثل مهمة المنتخب الوطني في المقام الاول في التأهل الى بطولة العالم مصر-2021 ولما لا العودة الى "البوديوم" الذي غاب عنه في الطبعتين الاخيرتين. من جهتها, ستحاول المنتخبات الأخرى, على رأسها المغرب (على الرغم من صعوبة المهمة), الى احداث المفاجأة و بلوغ ابعد مستوى ممكن من المنافسة مثل ما كان عليه الامر بالنسبة لأنغولا التي انهت طبعتي 2016 و 2018 في المركز الثالث, و الغابون و جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتجدر الاشارة ان تونس تحتضن كأس امم افريقيا لكرة اليد لخامس مرة في تاريخها بعد دورات 1974 و 1981 و 1994 و 2006. وتمكنت تونس من الصعود فوق منصة التتويج في الدورات ال23 من المنافسة (تمكنت خلالها من احراز اللقب 10 مرات و احتلت المركز الثاني في 7 دورات و المركز الثالث في 6 دورات). اما المنتخب الجزائري فيملك في رصيده 7 ألقاب و 7 مرات انهى فيها المنافسة في مركز الوصيف و 4 مرات في المركز الثالث, فيما يكمل منتخب مصر نصاب المنتخبات المتوجة بمجموع 6 ألقاب و 8 مرات في المركز الثاني و6 مرات في المركز الثالث. ومعلوم ان المتوج بلقب الطبعة ال24 من كأس امم افريقيا سيقتطع تأشيرة المشاركة في اولمبياد طوكيو-2020 فيما ستتمكن المنتخبات الستة الاولى من المشاركة في بطولة العالم-2021 و التي ستعرف لأول مرة حضور 32 بلدا.