يحيي الشعب الصحراوي اليوم الخميس ، الذكرى ال44 لاعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في أجواء تطبعها عزيمة لا تلين للشعب والحكومة على استكمال خريطة الوطن وانتزاع أجزاءه المتبقية من تحت الاحتلال، عبر السبل القانونية التي تضمنها لهم المواثيق والشرعية الدولية. ففي ظرف تطبعه المكاسب القانونية والدبلوماسية على المستويين الدولي والقاري لصالح قضيته، يحيي الشعب الصحراوي ذكرى اعلان الجمهورية الذي استطاع طيلة أربعة عقود من الزمن من بناء مؤسساتها الوطنية بعزم قوي وتضحيات يقدمها كل فرد من أبناءه. وقال الشعب الصحراوي كلمته عاليا وكان واضحا في عزمه على مواصلة الكفاح والدفاع عن أراضيه ضد القوة الاستعمارية. وكان المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو في شهر ديسمبر الماضي، أفصح عما وصف ب"الموقف التاريخي" للجبهة والمتعلق بمراجعة علاقتها مع البعثة الاممية "المينورسو" حتى تضطلع بدورها، المتمثل فى التعجيل بتنظيم استفتاء حر وعادل ونزيه يضمن للصحراويين حقهم في تقرير المصير والإستقلال. وتسعى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بخطى ثابتة في بناء أسس دولة تكون في مصاف الامم، تواكبها في التطور والتنمية وتحرص على تنفيذ متطلبات العيش الكريم لابناءها بالامكانيات المتاحة لغاية استكمال السيادة على كامل ترابها. وكانت هاته التظاهرات منبرا أيضا لحث المغرب مجددا من اجل انهاء احتلاله للاراضي الصحراوية وإغلاقه الفوري لمعبر الكركرات الذي يستخدمه لاستنزاف الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي, وإزالة جدار الذل والعار وفتح المناطق المحتلة أمام المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام الدولية. وتزامنا مع الذكرى انطلقت أول أمس الثلاثاء بمخيمات اللاجئين الصحراويين تظاهرة "صحراء ماراتون" التي دأبت وزارة الشباب والرياضة الصحراوية على تنظيمها منذ حوالي عقدين, بمشاركة أكثر من 400 عداء من مختلف دول العالم. للإشارة، فإن الصحراء الغربية مدرجة ضمن الأقاليم ال17 لدى اللجنة الأممية الخاصة بالمسائل السياسية وتصفية الإستعمار, ولا يزال شعبها ينتظر الوعود الأممية بتنظيم استفتاء حر، عادل ونزيه يمكنه من تقرير مصيره بنفسه, كما جاء في اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991 بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية. وترجع ذكرى وضع اللبنة التأسيسية للدولة الصحراوية إلى يوم 27 فيفري 1976، حيث تمّ الإعلان عن تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من طرف جبهة البوليساريو ببئر لحلو المحررة وذلك بعد مغادرة آخر عسكري إسباني للتراب الصحراوي، ليدخل فيما بعد الصحراويون في حرب تحريرية جديدة ضد المحتل المغربي، انتهت بالتوقيع سنة 1991 على اتفاق وقف إطلاق النار على أساس مخطط التسوية السلمي الأممي. لكن رغم مرور أزيد من عقدين على الانخراط في عملية السلام، ما زالت القضية الصحراوية بدون حل، و لا زال الصحراويون يطالبون بحقهم في تقرير المصير وكلّهم عزم على استعادة أرضهم مهما طال الزمن وثقلت التضحيات.