شدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على ضرورة مواصلة الجهود الأممية من أجل إنهاء الاستعمار وبشكل نهائي، من الأقاليم 17 المدرجة لدى اللجنة الأممية الخاصة بالمسائل السياسية وتصفية الإستعمار. دعا غوتيريس، خلال كلمة ألقاها في إفتتاح دورة لجنة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بالمسائل السياسية وإنهاء الاستعمار، إلى ضرورة «إستكمال هذه العملية التي تعود آخر نتائجها إلى عام 2002 بإستقلال تيمور الشرقية، قبل أن تدخل مرة أخرى إلى النفق المسدود». وأبرز الأمين العام الأممي أن اللجنة تشرف على عملية تمثل «أحد أهم الفصول في تاريخ الأممالمتحدة»، موضحا أنه «في عام 1946، أدرجت الأممالمتحدة 72 منطقة في القائمة الأصلية، واليوم وبعد مرور 74 عاما، لم يتبق سوى 17 إقليما ضمن اللائحة، ما يجعلنا جميعا نفتخر بهذا الإنجاز، ولكن في نفس الوقت لا يجب نسيان أولئك الذين ما زالوا ينتظرون». للإشارة، فإن الصحراء الغربية مدرجة ضمن الأقاليم 17 لدى اللجنة الأممية الخاصة بالمسائل السياسية وتصفية الإستعمار والتي لا يزال شعبها ينتظر الوعود الأممية بتنظيم استفتاء حر، عادل ونزيه يمكنه من تقرير مصيره بنفسه منذ اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991 بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية. تأتي تصريحات غوتيريس، بينما يخلّد الصّحراويون هذه الأيام الذكرى 44 لإعلان الجمهورية الصحراوية، وترجع ذكرى وضع اللبنة التأسيسية للدولة الصحراوية إلى يوم 27 فيفري 1976، حيث تمّ الإعلان عن تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من طرف البوليساريو ببئر لحلو المحررة وذلك بعد مغادرة آخر عسكري إسباني للتراب الصحراوي، ليدخل فيما بعد الصحراويون في حرب تحريرية جديدة ضدّ المحتل المغربي، انتهت بالتوقيع سنة 1991 على اتفاق وقف إطلاق النار على أساس مخطط التسوية السلمي الأممي، لكن رغم مرور أزيد من عقدين على الانخراط في عملية السلام، ما زالت القضية الصحراوية بدون حل، و لا زال الصحراويون يطالبون بحقهم في تقرير المصير وكلّهم عزم على استعادة أرضهم مهما طال الزمن وثقلت التضحيات. تعهّد بتصعيد الكفاح في السياق احتفل المواطنون الصحراويون بجاليات الجنوب – قطاع الشهيد سيدي الشيخ- بدولة موريتانيا الشقيقة بالذكرى 44 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وذلك من خلال تنظيم منبر شعبي، عبروا من خلاله عن مواصلة تشبثهم ووقوفهم خلف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «البوليساريو». وبهذه المناسبة الوطنية العظيمة، جدّد مناضلو ومناضلات القطاع وقوفهم خلف طليعتهم الصدامية وممثلهم الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو، كما أشادوا في ذات السياق بأسود جيش التحريرالشعبي الصحراوي البطل صانع البطولات والملاحم. وعبرت جاليات الجنوب بقطاع الشهيد سيدي الشيخ، عن تضامنها المطلق مع جميع الأسرى السياسيين الصحراويين القابعين في سجون الاحتلال المغربي، لاسيما معتقلي أكديم إزيك والصف الطلابي ونشطاء انتفاضة الإستقلال المجيدة في المناطق المحتلة، مطالبة بضرورة الإغلاق الفوري لمعبر الكركرات الذي يستخدمه الاحتلال المغربي لتصدير المخدرات وسرقة واستنزاف الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي. كما طالبت بإزالة جدار الذل والعار وفتح المناطق المحتلة أمام المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام الدولية، مؤكدة للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي بشكل عام ضرورة التعجيل بإيجاد آلية لمراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها في المناطق المحتلة ضمن مكون بعثة المينوسو. وأشاد مناضلو ومناضلات القطاع بمخرجات المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو والموقف التاريخي المتعلق بمراجعة العلاقة بالمينورسو حتى تطلع بدورها المنوط بها والمتمثل في التعجيل بتنظيم استفتاء حر وعادل ونزيه يضمن من خلاله الصحراويون تقرير المصير والإستقلال. وناشد مناضلو ومناضلات جاليات الشمال بمناسبة تخليد الذكرى 44 لإعلان الجمهورية الصحراوية كل الصحراويين بضرورة تصعيد النضال والكفاح حتى تحقيق الهدف الأسمى للشعب الصحراوي وهو الاستقلال التام.