أكد ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا والاتحاد الأوروبي, أبي بشراي البشير, أن الاتحاد الإفريقي سيظل "شريكا رئيسيا" في عملية التسوية الهادفة إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية باعتبار الاقليم آخر مستعمرة في القارة الإفريقية, كما "بإمكانه المساهمة في حث الطرف المغربي على التراجع عن سياسته التي تعكس بوضوح غياب نية صادقة وإرادة حقيقة في استئناف عملية التفاوض دون شروط مسبقة وبحسن نية" مثلما دعا اليه مجلس الأمن الدولي. و في مداخلة له خلال ندوة دولية حول الصحراء الغربية بجنيف, نظمتها "مجموعة جنيف" لدعم الصحراء الغربية مساء امس الاربعاء- تزامنا مع أشغال الدورة ال 43 لمجلس حقوق الإنسان للامم المتحدة - أوضح بشرايا البشير ان المغرب "ظل بعيدا كل البعد عن تطلعات المجتمع الدولي وجهوده الهادفة إلى إنهاء نزاع الصحراء الغربية, وغير مبال بالتزاماته لميثاق الاتحاد الإفريقي الذي صادق عليه قبل انضمامه إلى المنظمة القارية في يناير 2017 , و الداعية أساسا إلى احترام الحدود البلدان الأعضاء الموروثة غداة الاستقلال وسيادتها وسلامة أراضيها, بل اتجه عكس ذلك الى حد المطالبة باستبعاد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد في انتهاك صارخ لمبدأ المساواة بين البلدان والحفاظ على وحدة المنظمة". و اضاف المسؤول الصحراوي أنه "لعل ما يفسره ذلك بصورة واضحة , هو الخطاب الأخير لملك المغرب يوم 6 نوفمبر الماضي في ذكرى اجتياح الجيش المغربي للصحراء الغربية, بالتأكيد مجددا أن مقترحه التوسعي على حساب سيادة الشعب الصحراوي, كحل وحيد لتسوية النزاع". كما تطرق المسؤول الصحراوي الى مخرجات فرقة العمل التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المعنية بالسلام والأمن, و التي عقدت مؤخرا اجتماعها التشاوري في 11 فبراير الماضي في أديس أبابا , و التي أكدت مجددًا تمسكها بالشرعية الدولية وشجعت الأطراف على المشاركة بشكل بناء ودون شروط مسبقة في العملية السياسية في الصحراء الغربية, إضافة إلى العديد من المبادرات والقرارات الأخرى فيما يخص الحالة في الصحراء الغربية المرتبطة بعملية التفاوض التي أدت إلى اتفاق وقف إطلاق النار, وبعد ذلك إلى إنشاء بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية في عام 1991. من جهة أخرى, أعرب السيد بشراي - عضو الامانة العامة لجبهة البوليساريو- عن "أسفه الشديد لموقف بعض البلدان الأفريقية التي قبلت في الآونة الأخيرة المشاركة في الأنشطة غير المشروعة التي تنظمها دولة الاحتلال في الصحراء الغربية المحتلة, إضافة كذلك إقدام بعضهم على فتح ممثليات قنصلية هناك", مشددا على أن هذا القرار يتعارض "بشكل واضح مع مبادئ وروح ميثاق الأممالمتحدة وميثاق الاتحاد الأفريقي". و ذكّر ممثل جبهة البوليساريو في اوروبا والاتحاد الأوروبي بمخرجات مؤتمر "فيينا" العالمي لحقوق الإنسان لعام 1993 الذي اعتبر إنكار حق تقرير المصير انتهاك لحقوق الإنسان, فيما اعترفت الجمعية العام للأمم المتحدة بأن التعاون الدولي يساهم في الحوار الحقيقي والعمل الفعال للنظام الدولي لحقوق الإنسان بما يتفق مع المقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي بهدف المساهمة في منع انتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وبناء على ذلك, جدد أبي بشراي دعوة جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية , إلى إسبانيا السلطة- المديرة قانونيا للإقليم , وفرنسا, بتمكين إدراج مهمة مراقبة حقوق الإنسان ضمن ولاية بعثة المينورسو , كما طالب كذلك كل من اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب وآلياتها, إلى مواصلة رصد جرائم الحرب في الصحراء الغربية, ومن المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة استئناف عمل البعثات الفنية التي بدأت عام 2015 "دون تأخير" شرق جدار العار المغربي في المنطقة العازلة في الكركرات, وفي مخيمات اللاجئين, وتنفيذ برنامج للتعاون الفني عملا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (95/74).