أكد الممثل الدائم للجزائر بمنظمة الأممالمتحدة، سفيان ميموني اليوم الخميس أن المجموعة الإفريقية بنيويورك دعت الأممالمتحدة إلى مضاعفة الجهود من أجل دعم القارة الإفريقية في جهودها الرامية لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) التي تتطلب "ردا متعدد الأطراف و منسق". بمبادرة من الجزائر التي تتولى رئاسة المجموعة الإفريقية لشهر أبريل الجاري عقد الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء، اجتماعا افتراضيا مع المجموعة قصد إطلاعها على مختلف المبادرات التي أطلقتها الأممالمتحدة مؤخرا في إطار جهودها الرامية لتنسيق الجهود العالمية لمواجهة وباء كوفيد-19 و أثره على إفريقيا. وحرص السيد ميموني في ملاحظاته التمهيدية على تقديم الشكر للأمين العام الأممي على "جهوده الحثيثة و تسييره في إطار الجهود العالمية الرامية لمكافحة وباء كوفيد-19 و للحكمة التي تحلى بها بإطلاق العديد من المبادرات الرامية لضمان رد متعدد الأبعاد على الأزمة. في هذا الصدد، ركز ممثل الجزائر على أهمية أن يكون "الرد متعدد الأطراف و منسق للتصدي لهذه الأزمة العالمية الكبرى غير المسبوقة"، داعيا إلى تعزيز التعاون و التضامن الدوليين في هذه الأوقات الصعبة". في ذات السياق، دعا إلى "عدم تسييس عملية مكافحة وباء كوفيد-19"، مؤكدا أنه "قد حان الوقت لتوحيد الجهود و تجاوز الخلافات و منطق المصلحة لنتمكن سوية من رفع التحدي و مواجهة عدونا المشترك دون تهميش أي طرف". كما عبر من جهة أخرى على دعم النداء الذي وجهه الأمين العام الأممي "بوقف إطلاق النار الفوري بغية السماح للدول التي تشهد نزاعات و لمختلف الفاعليين الإنسانيين بالتصدي لانتشار الوباء الذي يهدد الأشخاص الأكثر هشاشة". وعلاوة على ذلك فان النداء يندرج "في إطار المبادئ المؤسسة للاتحاد الإفريقي و تتناغم مع شعاره لسنة 2020 "إخماد الأسلحة: استحداث ظروف مواتية للتنمية في إفريقيا". وحرص الدبلوماسي على التذكير بأن إفريقيا تحصي أكبر عدد من اللاجئين و المرحلين داخليا، مشيرا إلى أن "القارة الإفريقية لايسعها سوى أن ترحب "بالمخطط العالمي للرد الإنساني على وباء كوفيد-19" الذي أطلقه الأمين العام الأممي و وجه من خلاله نداءا لتجميع مبلغ 2 مليار دولار. == تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية قرار غير مناسب=== وأشار السيد ميموني أيضا إلى الدور الحاسم لمنظومة الأممالمتحدة، لاسيما منظمة الصحة العالمية، في تقديم المساعدة التقنية والمالية للبلدان من أجل إعدادها لمواجهة كوفيد-19. وجدد في هذا الصدد دعمه لمنظمة الصحة العالمية ولمديرها العام في مواجهة الانتقادات التي كانا يعترضان إليها، معتبرا أن قرار تعليق تمويل المنظمة في هذا الوقت الحرج كان غير مناسب. وأشار السفير ميموني أنه "في الوقت الذي نواجه فيه هذا الوباء بكل الوسائل المتاحة، يجب ألا نتجاهل الأهداف المشتركة التي حددناها معًا في جدولي الأعمال ل2063 و2030 لأن العواقب الاجتماعية والاقتصادية للوباء تتطلب تطوير استراتيجيات قصيرة وطويلة المدى وتضامنا أكبر من الشركاء." ورحب ممثل الجزائر بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن "المسؤولية المشتركة، والتضامن العالمي: الاستجابة للآثار الاجتماعية والاقتصادية لكوفيد-19 ،" وبإطلاق صندوق الاستجابة والتقويم الخاص بهذا الوباء، مبرزا قرار الاتحاد الأفريقي بتعيين 4 مبعوثين خاصين لحشد الدعم الدولي لجهود أفريقيا في مواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه البلدان الأفريقية في أعقاب هذا الوباء، علاوة على مبادرة الاتحاد الأفريقي لإنشاء صندوق استجابة للوباء وإنشاء لجنة تنسيق وزارية معنية بالصحة والمالية والنقل. وفي هذا الإطار، أعرب السيد ميموني عن رغبته في استجابة المجتمع الدولي بشكل إيجابي لجهود المنظمة القارية وحث الشركاء على رفع جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلدان الأفريقية للسماح لها بالتصرف على النحو الملائم حيال الوباء. وقال في الأخير إن "الأممالمتحدة تحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى رفع هذه التحديات وإثبات أهميتها وأهمية النظام المتعدد الأطراف ككل". وخلال هذا الاجتماع، جدد الأمين العام للأمم المتحدة التأكيد على تضامن المنظمة مع أفريقيا في المعركة ضد كوفيد-19. وأوضح السيد غوتيريس خلال هذا الاجتماع أن "كل الجهود يجب أن تستهدف العدو المشترك (...). فهذه ليست حقيقة إفريقيا بأي حال من الأحوال. ولكن كما هو الحال مع أزمة المناخ، فقد ينتهي الأمر بالقارة الأفريقية إلى التعرض إلى أكبر تأثيرات الوباء". وبهذه المناسبة، هنأ السيد غوتيريش البلدان الأفريقية على التدابير المتخذة ضد وباء كوورنا، وكذلك لإعداد السكان والاقتصاد لتأثيراته. كما رحب بمبادرات الاتحاد الأفريقي الرامية إلى حشد الدعم الاقتصادي الدولي، قائلا إن "منظومة الأممالمتحدة تبذل قصارى جهدها للمساعدة في بناء وتعزيز القدرات اللازمة لمواجهة انتشار الوباء".