صادقت مجموعة السفراء الأفارقة لدى الأممالمتحدة بنيويورك بمبادرة من الجزائر و إثيوبيا على إعلان حول الجهود العالمية لمكافحة جائحة كوفيد-19 إحدى أخطر الأزمات التي طالت الإنسانية في تاريخها الحديث. وبادر السفير سفيان ميموني الممثل الدائم للجزائر الذي يرأس المجموعة الأفريقية بنيويورك باقتراح إعلان يبرز موقف أفريقيا إزاء عدد من المسائل الهامة المرتبطة بكوفيد-19 حسبما علم اليوم الأربعاء لدى البعثة الدبلوماسية الجزائريةبالأممالمتحدة. ويتعلق الأمر أساسا بأهمية التعاون والتضامن الدوليين في مكافحة تفشي الوباء العالمي وعواقبه ودعم المؤسسات الاقتصادية والمالية للبلدان النامية لاسيما في أفريقيا ورفع العقوبات المفروضة على البلدان التي تعاني من انتشار الوباء وعدم تسييس الحرب ضد كوفيد-19 وضرورة مكافحة التمييز الذي يعاني منه الأشخاص ذات صلة بالوباء. كما يؤكد الإعلان دعم المجموعة الأفريقية لمنظمة الصحة العالمية ومديرها العام الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس في الوقت الذي يتعرض تسييرهم لمواجهة الوباء إلى انتقاد من قبل الإدارة الأمريكية التي قررت يوم الثلاثاء تعليق مساهمتها في منظمة الصحة العالمية.وأشاد السفراء الأفارقة بعمال الصحة الذين هم في الواجهة لمكافحة هذا الوباء غير المسبوق الذي لا يعرف حدودا ولا يميز بين البشر. ودعوا إلى تعزيز التعاون الدولي بقيادة الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية من خلال مقاربة متكاملة كفيلة بمواجهة الوباء وعواقبه المدمرة في جميع المجالات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والصحية. كما أشادوا بدور الأممالمتحدة في مساعدة البلدان ومكافحتها لهذا الوباء منوهين بتفاني والتزام السيد تيدروس أدهانوم غيبريسوس وجهوده الدؤوبة لتنسيق العمل العالمي في مواجهة كوفيد-19 . وأكدوا دعمهم الكامل لمنظمة الصحة العالمية ومديرها العام معربين عن ثقتهم الكاملة في قدرة هذا الأخير على الاضطلاع بمسؤولياته بشجاعة. دعوة إلى تفادي تسييس الأزمة العالمية في هذا الصدد، دعوا إلى وضع كل الاختلافات على حدة و تفادي تسييس الأزمة العالمية من أجل تركيز الجهود على حماية الأرواح البشرية و مكافحة الفيروس في إطار مبدأ التضامن. وطلبت المجموعة الإفريقية من المؤسسات المالية و النقدية الدولية ، و كذا مختلف الشركاء إعارة اهتمام خاص للدول النامية سيما منها الإفريقية التي تعاني من انتشار كوفيد-19 عن طريق تعجيل الدعم المالي و التقني بغية التحكم في تفشي الوباء و إعادة كفة التوازن للنمو الاقتصادي. كما وجهوا لهذه الأخيرة دعوة للتعاون مع المبعوثين الخاصين للاتحاد الإفريقي قصد تعبئة الدعم الاقتصادي الدولي في إطار جهود القارة الرامية لمكافحة وباء كوفيد-19. و أمام ارتفاع موجة العنصرية و شتى أشكال التمييز و خطاب الكراهية و معادة الأجانب التي تطال أفراد و جماعات ينظر إليهم ظلما على أنهم مرتبطين بوباء كوفيد-19 عبر العالم، ركز السفراء الأفارقة على ضرورة التصدي بحزم لمثل هذه التصرفات، مشيرين إلى أن الوقت قد حان لبعث روح التضامن حتى يتسنى للبشرية جمعاء تجاوز هذه الأزمة. كما عبروا عن دعمهم لنداء الأمين العام الأممي في 26 مارس 2020 من أجل رفع العقوبات التي يمكن أن تؤثر سلبا على قدرة الدول- الخاضعة لعقوبات اقتصادية غير قانونية سيما في أفريقيا- و أهليتها للتصدي بالطريقة الملائمة لوباء كوفيد-19 و تداعياته على كافة المستويات. و ذكروا في الأخير بضرورة عمل المجتمع الدولي في إطار الوحدة و التضامن ضمن إستراتيجية جماعية من أجل التصدي لهذا العدو المشترك و تجاوز آثار الأزمة المتعددة الأشكال و التخفيف من حدتها مع الإبقاء نصب أعينهم فكرة عدم ترك أي أحد بمفرده.