تنطلق يوم الثلاثاء, بنيويورك, أشغال الدورة ال75 للجمعية العامة للأمم المتحدة, "افتراضيا", بسبب تفشي جائحة (كوفيد-19), ومن المقرر أن يناقش خلالها قادة العالم عددا من المواضيع الملحة, وعلى رأسها أهداف التنمية المستدامة, وسبل تحفيز العمل متعدد الأطراف, الذي بات يشكل ضرورة في ظل الظروف التي فرضها الوباء العالمي. وسيكون افتتاح الدورة الخامسة والسبعين, التي سيترأسها التركي فولكان بوزكير, مختلفا تماما عن جميع الدورات السابقة, إذ تأتي في ظل إجراءات وقواعد صارمة, بسبب فيروس كورونا, حيث تحولت مراسم افتتاح الدورة الجديدة إلى مراسم "افتراضية" يشهدها العالم عن بعد. كما تقرر أن تكون كل الاجتماعات الأممية رفيعة المستوى, خلال الأسبوعين المقبلين في نيويورك "افتراضية". ولن يتواجد زعماء وقادة دول العالم بصورة شخصية للمشاركة, حيث سيتعين على كافة الدول الأعضاء في الأممالمتحدة والأعضاء المراقبين, والاتحاد الأوروبي, تقديم خطاباتهم الرئيسة مصورة ومسجلة مسبقا, ويتم بثها في قاعة الجمعية العامة بحضور دبلوماسي واحد فقط من كل دولة عضو بالجمعية العامة. وبناء على هذه الألية الجديدة المؤقتة, سيقوم رئيس الجمعية العامة بتوزيع مشاريع قرارات الدورة ال 76, على الدول الأعضاء, ويمنحهم مهلة لا تقل عن 72 ساعة للاعتراض, وإذا لم تكن هناك اعتراضات, سيقوم الرئيس بتعميم رسالة تؤكد اعتماد هذه القرارات. وستعقد على هامش "الافتتاح الافتراضي" للدورة , مؤتمرات افتراضية رفيعة المستوى, بينها مؤتمر يعنى بالمحافظة على التنوع البيولوجي وآخر بشأن تحقيق الأهداف ال17 للتنمية المستدامة المتفق عليها دوليا للحد من الفقر والحفاظ على السلام العالمي. وتظل أهداف التنمية المستدامة على رأس جدول أعمال الجمعية العامة, وقد أكدت جائحة (كوفيد-19) بقوة على أهمية هذه الأهداف, ولهذا سينضم قادة العالم في الجمعية العامة كل عام من الآن وحتى عام 2030 إلى الحدث العالمي "لحظة أهداف التنمية المستدامة", وهو تجمع سنوي لغرس شعور متجدد بالإلحاح والطموح والمساءلة في الجهود الجماعية. وسيتم تسليط الضوء على أهداف التنمية المستدامة من خلال ما يوصف بأنه "أول بث عالمي من نوعه مدته 30 دقيقة", والذي سيأخذ الجماهير في جميع أنحاء العالم "في استكشاف ديناميكي للأوقات التي نعيشها, نقاط التحول المتعددة التي يواجهها كوكبنا, والتدخلات التي يمكن أن تغير عالمنا", حتى عام 2030 الموعد الذي نأمل فيه أن تتحقق أهداف التنمية المستدامة. اقرأ أيضا : الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا "جامعا" بشأن كوفيد-19 وستعقد على هامش الاجتماعات "قمة التنوع البيولوجي", على مستوى رؤساء الدول والحكومات, تحت عنوان "تحرك عاجل حول التنوع الحيوي من أجل التنمية المستدامة", وتمثل القمة فرصة لإظهار القيادة والالتزام بتحسين علاقتنا مع الطبيعة والتصدي لأسباب التغير, وضمان أن يكون التنوع الحيوي وما يقدمه من مساهمات لصالح جميع الناس في صميم التنمية والمعركة ضد تغير المناخ. ووفقا للأمم المتحدة, أكثر من مليون نوع معرض لخطر الانقراض, فيما تعرض مليارا هكتار من الأراضي للتدهور, في الوقت الحالي, وقد تغيرت 66 في المائة من المحيطات و50 في المائة من الشعاب المرجانية و85 في المائة من الأراضي الرطبة بشكل كبير وسلبي بفعل النشاط البشري. وعلى هامش الدورة, سيشارك أمين عام الأممالمتحدة, أنطونيو غوتيريش, في اجتماع افتراضي, تحت عنوان "توليد دعم متجدد لتعددية الأطراف", وهى قضية أصبحت أكثر إلحاحا, حيث يواجه العالم وباء كورونا. وسيعقد على هامش الجلسات أيضا, الاجتماع رفيع المستوى حول الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة, حيث من المقرر مناقشة هذه القضية وغيرها من القضايا المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والتمكين في الأممالمتحدة, في سياق الذكرى السنوية الخامسة والعشرين (25) للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة, الذي عقد في بكين في عام 1995, والذي تمخض عنه إعلان ومنهاج عمل بيكين, الخطة العالمية الأكثر شمولية للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. ولن تحول الإجراءات الصارمة لمنع تفشي كورونا في نيويورك, دون احتفال الأممالمتحدة بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسها عام 1945, التي أطلق عليها, الأمين العام للأمم المتحدة مسمى "حوار الناس", ووعد بأن تكون أكبر محادثة عالمية على الإطلاق حول بناء المستقبل الذي نصبو إليه. ومن المتوقع أن يخاطب غوتيريش, شخصيا, من على منبر قاعة الجمعية العامة, الفعالية رفيعة المستوى, إحياء للذكرى السنوية ال75.