تسعى الحكومة اليمنية المعينة حديثا الى اعادة تطبيع الاوضاع في البلاد ولاسيما في العاصمة المؤقتة عدن, و باقي المحافظات المحررة من قبضة المسلحين الحوثيين و ذلك عبر العمل على توفير الخدمات ومشاريع التنمية واستعادة الأمن والاستقرار بهذه المناطق للانطلاق بعدها نحو "إنهاء الهجومات المسلحة لجماعة الحوثي" المستمرة منذ عام 2014. و تأتي تلك المساعي في اطار التعهدات التي قطعها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي و الحكومة الجديدة للشعب اليمني و التي أكدا فيها أن "الاعمال الارهابية لن تثني الحكومة من ممارسة مهامها من العاصمة المؤقتة عدن ومواصلة جهودها الرامية إلى حفظ الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع في مختلف المحافظات وإنهاء الانقلاب الحوثي". وبعدما أكد أن اليمن "تمر بمرحلة استثنائية", شدد الرئيس هادي مخاطبا أعضاء الحكومة الجديدة عقب أدائها اليمين الدستورية "نريد عدن عاصمة للجميع, نريد مؤسسات تبنى, نريد اقتصادا يتعافى, نريد أمنا يستتب, ونريد خدمات للناس", داعيا كافة القوى السياسية والحزبية والمجتمعية الى "الوقوف صفاً واحداً لمواجهة كافة التحديات من أجل الوصول باليمن إلى آفاق يسودها الأمن والاستقرار في ظل دولة مدنية حديثة". وأدت الحكومة اليمنية الجديدة اليمين الدستورية يوم 26 ديسمبر الماضي في مدينة عدن الجنوبية و عقدت أول اجتماع لها الخميس الماضي مشددة على أهمية "فتح صفحة جديدة" و "تقوية الجبهة الداخلية". مواجهة التحديات الاقتصادية أولوية للحكومة الجديدة و في اطار أولويات الحكومة اليمنية الجديدة التي حددها الرئيس اليمني في "مواجهة التحديات الاقتصادية ودعم العملة الوطنية وبناء وتعزيز ايرادات الدولة" شرعت عديد من الوزارات و القطاعات في أداء مهامها. و هكذا تمكنت الحكومة اليمنية الجديدة من إعادة تشغيل مطار عدن الدولي الذي تعرض لهجوم بثلاثة صواريخ مباشرة بعد وصول أعضاء الحكومة لمزاولة مهامهم في عدن, قادمين من السعودية مخلفا عددا كبيرا من القتلى و الجرحى وسط ادانة دولية واسعة للعملية. فقد دشن وزير الداخلية اليمنية اللواء إبراهيم حيدان ووزير النقل اليمني الدكتور عبدالسلام حميد إعادة تشغيل مطار عدن الدولي واستقبال الرحلات الجوية الدولية.. حيث حطت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية على ارضية مطار عدن الدولي قادمة من الخرطوم. اقرأ أيضا : الجزائر ترحب بالإعلان عن تشكيل الحكومة الائتلافية في اليمن وأكد وزير الداخلية اليمني في تصريح صحفي أن "إعادة التدشين السريعة للمطار تؤكد الإصرار والعزيمة لدى الحكومة اليمنية في التغلب على كافة العراقيل ومواجهة الصعوبات الناجمة عن العملية الإرهابية التي استهدفت الحكومة أثناء وصولها مطار عدن الدولي". و اضاف أن الأعمال الإرهابية "لن تثني حكومة الكفاءات عن ممارسة مهامها لتطبيع الأوضاع في عدن وباقي المحافظات المحررة والعمل على توفير الخدمات ومشاريع التنمية واستتباب الأمن والاستقرار وتوحيد الجهود للانطلاق نحو جبهات القتال وإنهاء الانقلاب الحوثي". من جهته أكد وزير المالية اليمني سالم بن بريك "ضرورة العمل خلال المرحلة القادمة على إعادة بناء المؤسسات المالية للدولة وتحصيل الموارد وفقا لإستراتيجية ذات أهداف واضحة للإسهام في تعافي ونهوض الاقتصاد الوطني في بلاده". وشدد خلال ترأسه اجتماعا مع المسؤولين بالوزارة على أن العمل الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي في أثناء وصول الحكومة "لن يثنيها عن مواصلة جهودها وأداء مهامها ومسؤولياتها وفقا للبرامج والخطط الشاملة في شتى جوانب الحياة وبمقدمتها الجانب المالي والاقتصادي والخدمي". وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني حث بدوره على "فتح صفحة جديدة وتوحيد وتعزيز الجبهة الوطنية, وصولا إلى تحقيق الانتصار الأكبر والهدف المنشود باستعادة وبناء الدولة المدنية الحديثة", مؤكدا حرص وزارته على النهوض بكافة المؤسسات الإعلامية. قلق من استمرار سقوط ضحايا مدنيين و تحركات أممية لوقف التصعيد على الصعيد الامني يستمر سقوط الضحايا المدنيين جراء استمرار النزاع ما دفع بالأممالمتحدة الى التعبير عن قلقها "البالغ" و انخراطها لمنع أي تصعيد إضافي للعنف. و عبرت بعثة الأممالمتحدة لدعم اتفاق الحديدة في اليمن (أونمها) يوم السبت عن "بالغ قلقها" ازاء التقارير التي تفيد بوقوع العديد من القتلى والجرحى المدنيين نتيجة قصف استهدف قاعة للأفراح اثناء اقامة حفل زفاف. كما أعربت عن قلقها بشأن "النشاط الجوي الذي بلغ ذروته بانفجارات سمعت بالقرب من ميناء الحديدة ووسط تزايد العمليات الجوية وسقوط الضحايا المدنيين وازدياد خروقات وقف إطلاق النار في المحافظة" متهمة المسلحين الحوثيين بشن تلك الغارات. وأشار البعثة الأممية في بيان إلى أنها "على اتصال مباشر مع أطراف النزاع لإعادة إشراكهم من خلال آليات مشتركة وضمان التزامهم باحترام وقف إطلاق النار وحماية المدنيين". وسقط مساء الخميس الماضي خمسة قتلى مدنيين ونحو ثمانية جرحى اثر قصف طال محيط قاعة افراح نسائية في مدينة الحديدة. وتبادلت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي الاتهامات بشأن القصف. ورعت الأممالمتحدة في ديسمبر 2018 اتفاقا في السويد بين الحكومة اليمنية و المسلحين الحوثيين تضمن وقف العمليات العسكرية واعادة انتشار القوات من مدينة الحديدة والمرافق الحيوية إلا أن الاتفاق لم ينفذ على أرض الواقع حتى اليوم.