نجح الديمقراطيون في الظفر مجددا برئاسة مجلس النواب الأمريكي, بعد إعادة انتخاب النائبة عن ولاية كاليفورنيا ,نانسي بيلوسي, على رأس الغرفة السفلى للكونغرس, مما قد يسمح للحزب بإعادة بعث عدد من القوانين التي تم تعطيلها تحت إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب, خاصة في حال فوز الديمقراطيين خلال انتخابات التجديد الجزئي لمجلس الشيوخ المقررة هذا الثلاثاء. وقد كشفت مصادر قيادية في الحزب الديمقراطي, عن تخطيط أعضاء مجلس النواب التابعين له, لإعادة تقديم تسعة مشاريع قوانين رئيسية - تم تعطيلها تحت إدارة الرئيس ترامب - خلال الدورة ال117 للكونغرس التي انطلقت يوم الأحد. ولعل أهم هذه القوانين, "قانون من أجل الشعب" الذي يتضمن حزمة شاملة لمكافحة الفساد. ويأمل الديمقراطيون أيضا, وفقا لذات المصادر, معالجة ثمانية مشاريع قوانين أخرى, بما في ذلك التشريعات التي من شأنها توسيع قانون الرعاية الميسرة (في المتناول و بأسعار معقولة), وخفض تكلفة أسعار العقاقير والأدوية (...), وتعزيز عمليات التحقق من الخلفية على الأسلحة النارية, إلى جانب إقرار قانون المساواة. ومن بين أولوياتهم في مجلس النواب, صياغة حزمة جديدة للإغاثة من فيروس كورونا, لمعالجة ما يصفونه ب "أوجه القصور" في مشروع قانون التحفيز الذي تم إقراره مؤخرا. كما تشكل زيادة المساعدات لحكومات الولايات والحكومات المحلية, أكبر أولويات الحزب. ويخطط الديمقراطيون, للعمل "بشكل وثيق" مع الرئيس المنتخب جو بايدن, لإبرام ما يطلق عليه صفقة "الثنائية الحزبية", حسبما أكده الإعلام الأمريكي مؤخرا. وتأمل الإدارة الأمريكية الجديدة في إبرام هذا الاتفاق خلال السنة الأولى من الحكم. ووفقا لمصادر في الكونغرس الأمريكي, فقد تمت مناقشة كل من هذه الأهداف خلال مكالمات تنسيق السياسة الأسبوعية بين المرحلة الانتقالية لبايدن ومكاتب مجلس النواب ومجلس الشيوخ (غرفتي الكونغرس). ويترقب الحزب الديمقراطي نتائج انتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا, كونها من سيحدد إمكانية تفعيل جدول أعمال الإدارة الأمريكية الجديدة. اقرأ أيضا : مجلس الأمن وجه رسالة قوية للولايات المتحدة والمغرب ضد تحويل مسار تصفية الإستعمار ترقب لنتائج انتخابات مجلس الشيوخ الحاسمة في جورجيا ويبقى تفعيل جدول أعمال الإدارة الجديدة, مرهونا بما ستفضي إليه نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الجزئية لمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية جورجيا, حيث لا يمكن لرئيس الولاياتالمتحدة التوقيع على أي معاهدات واتفاقيات وقرارات مهمة دون استشارته (المجلس) والحصول على موافقته. ولا يزال أمام الديمقراطيين فرصة لاستعادة السيطرة على المجلس, شريطة فوز مرشحيهم الاثنين, خلال انتخابات يوم غد, التي تمثل معتركا حقيقيا بين الحزبين. وتعقد هذه الجولة الثانية, بناء على قانون ولاية جورجيا, الذي ينص على أنه في حال عدم حصول أي من المرشحين على نسبة 50 بالمائة+1 أو أكثر من الأصوات, فيتعين التوجه نحو جولة ثانية. وكان كل من السناتور الجمهوري ديفيد بيرديو, ومنافسه الديمقراطي جون أوسوف,وكذا كل من رافائيل وارنوك, عن الحزب الديمقراطي ومنافسته السيناتور كيلي لوفلر, عن الحزب الجمهوري, قد تحصلا على أقل من 50 بالمائة من الأصوات, خلال الانتخابات التي نظمت في 3 نوفمبر الماضي (انتخابات رئاسية وبرلمانية), لتجديد 35 مقعدا من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ, ما أحالهم تلقائيا نحو جولة ثانية من التصويت. ويرجع سبب إجراء انتخابين للمجلس بدلا من واحد كما هو الحال عادة, إلى انتهاء الولاية الأولى للسيناتور الجمهوري ديفيد بيرديو, و تقاعد السناتور الجمهوري جوني إساكسون لأسباب صحية, وخلافته من قبل السيتاتور كيلي لوفلر. ويسيطر الجمهوريون حاليا على 50 مقعدا, بينما يسيطر الديمقراطيون على 48 (اثنان من هذه المقاعد يشغلها مستقلون يصوتون مع الديمقراطيين). وفي حال فاز الجمهوريون مرة واحدة على الأقل في الانتخابات المقررة غدا في جورجيا, سيظلون في الأغلبية على الأقل خلال العامين الأولين من رئاسة جو بايدن. أما إذا فاز الديمقراطيون في كلتا الانتخابات, سيصبحون أغلبية بفضل التصويت الحاسم الذي ستحصل عليه نائبة الرئيس كامالا هاريس بصفتها رئيسة لمجلس الشيوخ , حسبما ينص عليه الدستور الأمريكي. وبذلك سيكون بإمكان الديمقراطيين إملاء جدول الأعمال التشريعي لمجلس الشيوخ وتأكيد أعضاء إدارة بايدن والقضاة الفيدراليين بسهولة أكبر.