احتدمت المنافسة بين الجمهوريين والديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي لنواب الكونغرس التي جرت مساء الثلاثاء، بالتزامن مع الرئاسيات الأمريكية ضمن مسعى للاستحواذ على الأغلبية في هذه الهيئة التشريعية التي تعود لها كلمة الفصل في كل القضايا والقوانين الهامة في الولاياتالمتحدة. فإلى جانب المنافسة بين مرشحي الرئاسة الأميركية دونالد ترامب وجو بايدن في انتخابات رئاسية عرفت أكبر نسبة مشاركة منذ قرن ولم تحسم نتائجها إلى غاية أمس، طفى على المشهد الأمريكي منافسة موازية حادة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري للاستحواذ على الأغلبية في الكونغرس المكون من مجلسي النواب والشيوخ. وإذا كانت المعركة قد حسمت لصالح الديمقراطيين في الانتخابات النصفية لمجلس النواب وهم الذين حافظوا على الأغلبية التي ربحوها خلال انتخابات 2018، بل وتمكنوا من تعزيزها بعد أن اظهرت النتائج الأولية تقدمهم بأربعة الى خمسة مقاعد إضافية، اشتدت المنافسة حول من يستحوذ على الأغلبية في مجلس الشيوخ في عهد الرئيس المقبل. وبغض النظر عن الفائز في الرئاسيات الأمريكية سواء المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو الديمقراطي جو بايدن، تبقى السيطرة على الكونغرس واحد من أهم الرهانات الانتخابية الحاسمة الذي يسعى كل من الحزبين الرئيسيين في الولاياتالمتحدة كسبها، باعتبار أن حزب الرئيس، الذي يمتلك أغلبية في مجلسي النواب والشيوخ سيكون هو الأكثر قدرة على تمرير التشريعات التي تخدم برنامجه الانتخابي. وفي حال خسرها سيكون تحت رحمة معارضيه من الحزب الآخر. وأشارت التقديرات الى تقدم الجمهوريين في عدة ولايات وذلك قبل انتهاء عملية فرز الأصوات الخاصة باقتراع مجلس الشيوخ الذين يسيطرون حاليا على أغلبية مقاعده بامتلاكهم ل53 مقعدا من أصل 100 مقعد المشكلة له بينما يحوز الديمقراطيين حاليا على 232 مقعد في مجلس النواب من أصل 435 مقعد. وأشادت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي "بالنصر"، مشيرة إلى أن الديمقراطيين حافظوا على أغلبية مقاعد مجلس النواب ضمن ما اعتبره بأنه "أمر استثنائي". لكن التنافس استمر أمس، على 11 مقعدا آخر في مجلس الشيوخ بعدما تمكن الديمقراطيون من انتزاع أول مقعد لهم عن ولاية كولورادو، من الجمهوريين الذين استعادوا بعد ذلك مقعدا آخر في ولاية ألاباما ضمن فوز هام للجمهوريين في معركتهم للاحتفاظ بالأغلبية المحافظة في مجلس الشيوخ. ويتوجب على الديمقراطيين الفوز بأربعة مقاعد لاستعادة أغلبية مجلس الشيوخ، أو ثلاثة في حال فاز الديمقراطي جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية باعتبار أن نائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس، يمكنها في هذه الحالة وفق الدستور الأمريكي التصويت لحسم الاقتراع على أي خلاف ينتهي بالتساوي. وهزم حاكم كولورادو السابق جون هيكنلوبر السناتور الجمهوري الحالي كوري غاردنر في ولايته، لكن في ولاية ألاباما المحافظة فاز تومي تابرفيل مدرب كرة القدم السابق على السناتور الديموقراطي دوج جونز. وأعيد انتخاب السناتور ليندسي غراهام، الصديق المقرب للرئيس دونالد ترمب في ولاية كارولاينا الجنوبية. وتمكن هذا السناتور النافذ البالغ من العمر 65 عاما من أن يهزم المرشح الديموقراطي خايمي هاريسون، الذي أظهرت استطلاعات الرأي خلال الأسابيع الأخيرة، أن الفارق بينه وبين غراهام في نوايا التصويت ضئيل للغاية. كما أعيد انتخاب حليف آخر لدونالد ترمب وهو زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، بفارق مريح في ولاية كنتاكي. وتمكن ميتش ماكونيل الاستراتيجي البارع في عهد ترمب من تأمين موافقة مجلس الشيوخ على تعيين أكثر من مئتي قاض محافظ، بما في ذلك ثلاثة من قضاة المحكمة العليا. ويملك مجلس الشيوخ صلاحية تأكيد تعيين القضاة الذين يختارهم الرئيس الأمريكي. وهو ما يجعل الديمقراطي جو بايدن حتى في حال فوزه بالرئاسيات منقوص الحيلة اذا ما حافظ الجمهوريون على الأغلبية التي بحوزتهم في مجلس الشيوخ والتي مكنت الرئيس المنتهية عهدته دونالد ترامب، من تمرير عدة تشريعات وقوانين أثارت الكثير من الجدل والانتقاد على الساحة الأمريكية.