قررت المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء المغربية تأجيل النظر في ملف الناشط "اليوتوبر" المغربي ،شفيق العمراني، إلى 25 فبراير الجاري، فيما تداولت أنباء محلية تعرضه للتعذيب عقب اعتقاله يوم السبت الماضي. فقد مضت خمسة أيام على اعتقال الناشط العمراني من مطار الدار البيضاء، ليبدأ مسلسل التأجيل لمحاكماته كما تعود عليه القضاء المغربي في تعامله مع المعتقلين من النشطاء والحقوقيين بالمملكة. وأكدت محامية شفيق العمراني انه مضرب عن الطعام منذ يوم اعتقاله إلى غاية الساعة. وكتب محمد العمراني، شقيق الناشط الحقوقي المعتقل بسجن عين السبع 1 بالدار البيضاء، في تدوينة على حسابه الخاص على "الفايسبوك"، أنه تم إدخال شقيقه إلى المحكمة "وهو لا يقدر على المشي وسقط أرضا، حملوه وأدخلوه"، مشيرا إلى أنه منع من الدخول إلى المحكمة. وذكرت عدة مصادر حقوقية أن الحالة المتدهورة التي بدى فيها شفيق العمراني لدى استقدامه الى المحكمة، تشير إلى احتمال تعرضه إلى التعذيب اثر اعتقاله. وأكد شقيق المعتقل أن أفراد عائلته منعت بالقوة من التواصل معه ، قبل أن تعلمهم محاميته بتأجيل الجلسة ليوم 25 فبراير وأن شقيقه مضرب عن الطعام منذ يوم السبت وما زال مضربا إلى اجل غير مسمى. وتم إيداع شفيق العمراني سجن "عين السبع 1" بأمر من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الجزرية بتهمة "إهانة مؤسسة دستورية، وإهانة هيئة منظمة قانونا، وإهانة رجال القوة العامة، وموظفين عموميين" وهي التهم التي أكد حقوقيون ومتتبعون لأوضاع حقوق الانسان بالمغرب أنها أصبحت "عملة متداولة" بالبلاد . وقد منعت زوجة شفيق العمراني من مقابلة زوجها والحديث معه مما دفعها إلى الاستنجاد بالقنصلية الأمريكية وتقديم شكوة كونها أمريكية ومغربية الجنسية. يذكر أن السلطات الأمنية المغربية كانت قد اعتقلت الناشط الحقوقي العمراني ، فور وصوله عشية يوم السبت الماضي إلى مطار الرباط - سلا. وأدان نشطاء بالمغرب استمرار هذه الممارسات من قبل النظام بهدف اسكات "الاصوات الحرة". وبث نور الدين العواج الناشط في "حركة 20" التي ينتمي إليها شفيق العمراني، فيديو على اليوتوب أدان فيه "الاعتقال التعسفي والتهم التي تم تلفيقها للعمراني"، مؤكدا على أن "اعتقاله سياسي شكلا ومضمونا". وأشار العواج الى ان شفيق العمراني يتواجد في حالة صحية متدهورة جدا ودعا إلى التضامن الواسع معه، مؤكدا أن اعتقاله هو عقاب على "تضامنه مع جميع قضايا الوطن ومع جميع الكادحين والمهمشين ومع كافة الاصوات الحرة ومع المعتقلين بالمغرب". وحذر الناشط، نور الدين العواج، من "التهم اللاأخلاقية والتلفيقات الجاهزة والمطبوخة، التي يستعملها النظام لتشويه صورة المناضلين وأصحاب الأقلام الحرة كما سبق وان فعلوه مع توفيق بوعشرين ومع عمر راضي ومع سليمان الريسوني واليوم مع شفيق العمراني ". وناشد جميع النشطاء داخل المملكة وخارجها للتضامن من أجل التصدي لهذه الممارسات القمعية.