تعرض الفنانة التشكيلة نادية شراق لوحاتها الجديدة التي أنجزت جلها خلال فترة الحجر الصحي منذ يوم السبت برواق باب الزواربالجزائر العاصمة ، تواصل فيها استنطاق التراث من خلال الرموز الأمازيغية التي بحثت في معانيها و ما تحمله من "دلالات وإيحاءات ". وأفردت الفنانة في لوحاتها مكانة للمرأة في المجتمع الامازيغي حيث تعد الركيزة الأساسية للأسرة داخل و خارج البيت ايضا ،كما تنبعث من الأعمال المعروضة رائحة الماضي و ذكريات الأجداد اذ استطاعت الفنانة بحسها الفني ان تعيد تشكيل لشاعرية تلك الأجواء الأصيلة في أشكال فنية دقيقة و الوان زاهية. وأعطت ريشة الفنانة للوحاتها بعدا جماليا لحضور المرأة الذي كان قويا يسمو الى كل ما تقوم به من أجل اسعاد اسرتها كما جسد ت ايضا اللوحات مشاركتها في التظاهرات و المحافل التي تقام بمناسبة الافراح و غيرها من المناسبات و يظهر ذلك جليا في اللوحة المعنونة ب "اورار" و هو طبع غنائي يميز الافراح، و يطلق في مناطق اخرى على الاعراس، و هي بمثابة فسحة للمرأة التي تقضي جل اوقاتها في العمل للتفريج عن النفس. كما حضر الرجل في احدى اللوحات المحورية لهذا المعرض الموسوم ب" كان ذات يوم" و يظهر الرجل واقف تحيط به باقي افراد العائلة و تتوسط اللوحة حضور المرأة الذي رمزت له الفنانة بالنحلة و التي تضحي من اجل الجميع لكنها في نفس الوقت تستمد قوتها من تواجد كل افراد اسرتها. إقرأ ايضا: باتنة : معرض للفنان التشكيلي حسين هوارة يفتتح نشاط "أضواء باتنة" وقد جسدت الفنانة نادية في اللوحات ال25 المعروضة عملا مميزا ضمنته لمستها الخاصة تقنيتها الدقيقة و نجحت في ربط الماضي بأصالته مع الحاضر بإضفاء شعلة من الالوان على تلك الاشكال التي أبدعتها. و حاولت من خلال الرسم و البحث و الدراسة ان تفكك اسرار تلك الرموز و الاوشام التي تحدت الزمن و بقيت شامخة. تنوع الالوان و الاضاءة زاد من جمال و سحر اللوحات و التحف الزجاجية المعروضة و التي تؤكد قدرة الفنانة على ترك لمستها المميزة على اعمالها بفضل اتقانها ومزجها للعديد من التقنيات و تجسيدها على ابداعاتها. تعلمت الفنانة المولودة في 1965 بتيزي وزو الرسم بدار الثقافة مولود معمري بنفس المدينة و كانت من قبل قد مارست الرقص الكلاسيكي لأكثر من 8 سنوات وهي خريجة كلية العلوم الاقتصادية لكن حبها للفن التشكيلي جعلها تستقل و تتفرغ له. سيتواصل هذا المعرض الى غاية 4 مارس القادم و بإمكان عشاق الفن التشكيلي زيارته و اكتشاف الأعمال الجديدة لنادية شراق و ايضا اقتناء التحف و اللوحات.