شكّلت اللّوحات الفنية وتُحف السّيراميك التي أبدعت في تقديمها الفنانة التشكيلية والحرفية نادية شراق من ولاية تيزي وزو فسيفساء رائعة زيّنت إحدى أركان معرض الصناعات التقليدية المقام بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة ، حيث جذبت لوحاتها الزُّجاجية المشكّلة وفق تقنية الصمغ أو» الراتينج زوار المعرض، مُترجمة روح المرأة المبدعة والمتحرّرة من خلال تعابير أنثوية طاغية و رموز بربرية فنية كرمت حواء كواحدة من رموز الحياة ومكوناتها الأساسية. الفنانة التشكيلية نادية شراق التي ولجت عالم الفن التشكيلي منذ 25 سنة كشفت أن بداياتها كانت من دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو التي تلقت تكوينا فيها ، ورغم أنها خريجة كلية العلوم الاقتصادية وزاولت عملها في مجالها ، إلا أن حبها للفن جعلها تستقيل من منصبها لتتفرغ كليا للفن التشكيلي الذي أكدت أنها تعشقه لحد كبير ، فعلى مدار تلك المدة تمكنت من إبتكار العديد من التقنيات وتجسيدها على مختلف اللوحات من رسم على القماش والزجاج وغيرها، ناهيك عن فن السيراميك الذي تشكل منه تحفا رائعة تزينها بالرموز و الأشكال البربرية التي ترمز في مجلها إلى الحرية والأرض والسماء و المرأة البربرية ،كتعبير منها عما يختلجها من مشاعر تجاه كل ما هو بربري أمازيغي يجسد الهوية التاريخية ، مشيرة في ذات الصدد إلى أن التقنيات المستحدثة هي من وحي إبداعها بعد تطويعها للعديد من التقنيات بمزجها مع بعض. هذا وقد كشفت أن هذا الفن يتطلب جهدا و وقتا كبيرين، انطلاقا من غلاء وصعوبة الحصول على المادة الأولية إلى الوقت الذي يأخذه تشكيل القطعة الواحدة فقط من تحفة السيراميك قبل الرسم عليه، لذا يكون سعرها مرتفعا نوعا ما، لأنها ببساطة تحفة فنية تتحدث عن نفسها وهذا ما تحاول التشكيلية إبرازه من خلال تسويقها لمنتوجها عبر مختلف المعارض التي أكدت أنها تدعمها كثيرا و تفتح لها المجال للتعريف بفنها و التسويق له.