عرضت الفنانة التشكيلية دلال حالو مجموعة جديدة من اللوحات والتحف الفنية التي أحيت من خلالها إبداعات الفن والحرف التقليدية التي يزخر بها التراث المحلي من خلال فن السجاد وصناعة الحلي والخشب. وأعادت هذه الفنانة المحبة للألوان والمولعة بالتراث الأمازيغي والإفريقي؛ إلى الواجهة تلك الإبداعات الفنية التي كانت تتزين بها البيوت القديمة في لواحاتها الفنية التي تعرضها إلى غاية نهاية الشهر الحالي ب"رواق مدياتيك بشير منتوري" بالجزائر العاصمة. واستخدمت دلال حالو التي انتمت للمدرسة العليا للفنون الجميلة في هذه الأعمال الجديدة التي تشمل أكثر من 40 لوحة، قطعا من السجاد المحلي التقليدي وأخرى من الحلي التقليدية والخشب و"السيراميك". وجاءت مواضيع هذه الأعمال الفنية تكريما للأيادي المبدعة، حيث نجد "الخمسة" كما تسمى عند عموم الناس حاضرة في جل الأعمال المعروضة. وأكدت الفنانة أن الحضور البارز لليد أو"يد فاطمة" كما سمتها "هو تقدير لكل عمل إبداعي كان ثمرة اليد خاصة يد المرأة"، مضيفة أن المرأة تحرص دوما على تزيين بيتها مهما كانت بساطة الأشياء التي تستخدمها لذلك". وأعطت الفنانة في هذا المعرض مطلق الحرية لخيالها للتجوال في سجل الإبداعات التقليدية التي، جادت بها قريحة وأنامل المبدع الجزائري في تعامله الدائم مع الحاجات اليومية وروضت الفنانة تلك المواد التي كان يستعملها الحرفيون في انتاجاتهم للتعبير عن المحيط. وتتجلى من اللوحات الغنية بالألوان رغبة كبيرة لدى الفنانة في امتلاك الحياة وأيضا الغوص في أعماق الذات من خلال مختلف أشكال المرايا التي استعملت في إنجاز بعض اللوحات وهي ترمز إلى"أهمية أن يرى المرء نفسه على حقيقتها". ومن بين الإعمال التي تستوقف الزائر؛ مجموعة من الأقراص الشمسية التي طغت عليها بعض الألوان القاتمة ونماذج للسجاد القبائلي ونماذج لأبواب "القصبة" ولوحات أخرى استعملت فيها الرسامة طريقة الرسم البارز كما في اللوحات الأقنعة الإفريقية. وجسدت في بعض اللوحات نماذج للحيوانات والزواحف التي تشتهر بها المنطقة، إلى جانب عرض مجموعة من التحف الفنية المزينة برسومات أنيقة على غرار مجموعة علب مختلفة الأشكال والاستعمالات. ويشكل هذا المعرض نقلة في مسار الفنانة التي بدت أكثر تحررا في التعامل مع الألوان وفي طرح المواضيع التي جمعت بين دقة الفن العصري وأصالة الإبداعات الفنية التقليدية مشكلة في النهاية فسيفساء ثرية بالألوان أرادتها جسرا بين "الأصالة والمعاصرة".