يرى الكاتب الفرنسي من أصول مغربية, جاكوب كوهين, إن تطبيع الكيان الصهيوني مع النظام المغربي يهدف الى ممارسة ضغوط على الجزائر لجعلها أكثر "مرونة" في المجالات الاقتصادية و الأمنية و الدبلوماسية, مبرزا أن الجزائر "لا تزال الدولة العربية الكبيرة الوحيدة ذات الأهمية التي أحبطت المحاولات المختلفة التي تستهدف وحدة أراضيها". وقال السيد جاكوب كوهين في حوار مع (واج) اليوم الثلاثاء, إن تطبيع النظام المغربي مع الكيان الصهيوني, "الهدف منه محاولة اكتساب دعم ضد الجارة الجزائر في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين منذ الإستقلال", معبرا عن اسفه لهذا "الواقع الذي لا يخدم شعبي البلدين". وأضاف في سياق ذا صلة, أن المملكة تبحث من خلال التطبيع عن "تعزيز دبلوماسيتها و كل ما يتعلق بالدفاع والاستخبارات في هذه المنطقة الحساسة لمواجهة الجزائر". وذكر في هذا الصدد أن "التطبيع بالنسبة للكيان الاسرائيلي و ادارة ترامب فرصة للحصول على مقعد في الصف الأول لرصد وتنفيذ أعمال تخريبية تهدف إلى ممارسة ضغوط على الجزائر لجعلها أكثر مرونة في مجالات الطاقة و الاقتصاد و الأمن أو الدبلوماسية". وأبرز ذات الكاتب, أن الجزائر "حتى الآن لا تزال الدولة العربية الكبيرة و الوحيدة ذات الأهمية التي تتبع سياسة مستقلة, و أحبطت المحاولات المختلفة ضد وحدة أراضيها من خلال استغلال الخصوصيات الإقليمية أو من خلال اختيار نظامها السياسي". ووفق السيد كوهين, فإنه مع خيار النظام المغربي التطبيع مع الكيان الصهيوني, ف"إننا نتجه لسوء الحظ نحو شكل من أشكال العودة إلى الحرب الباردة, أي إلى الصراعات الإقليمية تحت قيادة القوى الخارجية العظمى". وفي رده على سؤال بخصوص ما أوردته بعض التقارير الاعلامية, بخصوص "ممارسة ضغوط على تونس و موريتانيا للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي, بهدف محاصرة الجزائر", قال ذات المتحدث, إنه "من الواضح أن التطبيع مع مختلف الدول لم يأت من دون ضغوط أمريكية من الصعب مقاومتها". اقرأ أيضا : النمسا: البرلمان يدعو الحكومة إلى تنشيط دورها لحل النزاع في الصحراء الغربية وأستدل في هذا الاطار, بتطبيع السودان مع الكيان الإسرائيلي بعد التزام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإزالتها من قائمة الدول المرتبطة بالإرهاب, مُذكرا في سياق متصل ب"دور المخابرات الإسرائيلية في انفصال جنوب السودان", ما جعل -حسبه- السلطات في الخرطوم تتعلم "توخي الحذر". وأضاف السيد جاكوب كوهين, " لذلك فمن المعقول تمامًا أن تمارس الضغوط على تونسوموريتانيا, لإتباع نفس المسار", لكن يستطرد بالقول, "يبدو الأمر معقدًا وحتى و ان حدث سيستغرق الامر وقتًا طويلا, خاصة مع عداء التونسيين للتطبيع مع النظام الصهيوني". ولفت ذات المتحدث الى أن "موريتانيا أقامت بالفعل علاقات دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي, وقد تم تعليق هذه العلاقات في عام 2009 بسبب مظاهرات حاشدة للسكان". وحذر الكاتب الفرنسي المناهض للصهيونية, من اي تطبيع جديد في المنطقة سواء مع تونس و موريتانيا. ونبه السيد كوهين الى أن "التطبيع يتجاوز اقامة علاقات دبلوماسية, بل هو باب مفتوح, سيؤدي الى تحول تدريجي نحو بناء جبهة محاصرة معادية للجزائر في المنطقة". رواية "قبضة الموساد على تنغير" و خطر الموساد على المنطقة المغاربية وأصدر الكاتب الفرنسي من أصول مغربية مؤخرا اخر رواياته عن دار النشر "امازون" بعنوان "قبضة الموساد على تنغير" او "يد الموساد الموضوعة على تنغير", و تقع مدينة تنغير بالجنوب الشرقي للمغرب بالقرب من الجزائر, يستعد الكاتب لإعادة طبعها بالمغرب للتحذير من خطر استخبارات الكيان الاسرائيلي على المنطقة المغاربية و محاولات خلق كيان انفصالي بجنوب المغرب بالقرب من الحدود الجزائرية تكون عاصمته مدينة "تنغير". و قال السيد جاكوب كوهين ل(واج) بهذا الخصوص, أن روايته تأتي بعد رحلته الى المنطقة مع بعض رفاقه, للاطلاع على حقيقة الاوضاع هناك, خاصة مع الاهتمام الذي أبداه النظام الصهيوني بالجالية اليهودية الكبيرة هناك في وقت مبكر من عام 1948. وأضاف ذات الكاتب, أن أحداث الرواية تدور حول المؤامرات التخريبية التي ينفذها الموساد منذ عقود حول المعطى الأمازيغي, والتي يمكن أن تزعزع استقرار المملكة أو حتى تفككها, كما تشكل خطرا على كل المنطقة, مشيرا الى ان هذه الرواية مثل روايته السابقة, "خيال لكنه واقعي بشكل خاص". وتابع يقول, "يتخفى عملاء الصهاينة كالعادة بأقنعتهم وراء مبادرة أطلقتها منظمة اليونسكو", ورئيستها- يضيف- "هي أخت مستشار الملك المغربي, السياسي الصهيوني أندريه أزولاي", و تقدم هذه المبادرة مساعدتها لتطوير ولاية تنغير من حيث السياحة والتمويل والتجارة, بشرط أن تترك ثلاث مواقع يديرها إسرائيليون لتقديم أعمال خيرية. ويقوم فيكتور و هو أحد ابطال هذه الرواية, و الذي أعاد بناء كنيسة هناك ب"تعريف شباب المنطقة على الديانات الأخرى, وخاصة اليهودية, حيث يتعلم هؤلاء الشباب تحرير أنفسهم من القيود الدينية والمجتمعية والجنسية تحت مسمى التغيير". اما بطل الراوية الثاني, فهو "الحاخام بينتو وأتباعه من طائفة حاباد المتطرفة, حيث يوفر لشباب البلد رعاية أولية ودروس علاجية وتربية روحية", الى جانب البطل الثالث, و هو مهندس زراعي يشبه الضابط يشرف مع فريقه الصغير على بستان نخيل شاسع, حيث يتم تدريب 20 شاباً أمازيغياً بشكل دائم هناك في المجالات الأيديولوجية والأمنية والاستخبارية, و يأتي بعضهم من بلدان مغاربية أخرى".