شكل المسار النضالي لأبناء الشهداء الذي أفضى إلى الإعلان عن 18 فبراير يوما وطنيا للشهيد ومساهمتهم في الدفاع عن ذاكرة الشهداء، محور منتدى الذاكرة الذي نظمته، يوم الخميس بالجزائر العاصمة، جمعية "مشعل الشهيد"، إحياء لليوم الوطني للشهيد. وكان اللقاء فرصة استعرض فيه عدد من أبناء الشهداء ممن ساهموا في إقرار هذا اليوم ضمن الأيام والأعياد الوطنية الرسمية مسار هذا التأسيس. وبالمناسبة أبرز رئيس جمعية "مشعل الشهيد", محمد عباد, "أهمية الذاكرة الوطنية في مسار الأمة والشباب الذين عليهم الإقتداء برسالة الشهداء وتضحياتهم والوفاء لهم ولما قدموه من أجل عزة وكرامة الجزائر"، مؤكدا أن أمن واستقرار الجزائر يشكلان "الرهان الرئيسي الذي يجب على الجزائريين كسبه في الظرف الحالي من خلال تعاونهم وتضامنهم". وعبر السيد عباد في ذات السياق, عن قناعته بأن الشعب الجزائري "محتاج في هذه الظروف إلى تهدئة وإلى قرارات واضحة تمس كل المجالات وتساهم في بناء مؤسسات الدولة الجزائرية على أسس صحيحة وقوية". أما عضو المنظمة, خليفة سماتي, فقد أكد أن اليوم الوطني للشهيد جاء نتيجة "نضالات كبيرة" كان آخرها التوصل الى عقد ندوة وطنية بقصر الأمم ب"صفة تلقائية" والتي تم من خلالها إقرار مقترح يوم 18 فبراير يوما وطنيا للشهيد ضمن توصيات لجنة الصياغة النهائية للبيان. وأكد أن المصادقة على هذا المقترح "لقي تجاوبا وترحابا كبيرين لتتواصل النضالات حتي يتم اعتماده رسميا من قبل البرلمان عام 1991 رغم العراقيل التي واجهته". اقرأ أيضا: المتحف المركزي للجيش يحيي اليوم الوطني للشهيد ومن جهته, أكد السيد علي ذراع (عضو في المنظمة)، أن أبناء الشهداء "لم يحسوا بنشوة الإستقلال جراء الظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها اجتماعيا واقتصاديا، مما دفعهم إلى إنشاء تنظيم جديد يمكنهم في فرض أنفسهم والعمل على تحسين مستواهم المعيشي". ولم يفوت الفرصة ليشدد في تدخله على "الأهمية" التي يجب أن توليها الأجيال الصاعدة للحفاظ على الذاكرة الجماعية ككل "حفاظا على وحدة الجزائر واستقرارها وأمنها وتضامن شعبها"، محذرا بالمقابل من خطورة ضرب استقرار الجزائر وتشتيت وحدتها. أما المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، وهي ابنة شهيد أيضا، فقد تحدثت عن دور أبناء الشهداء في الحفاظ على الذاكرة التاريخية، مؤكدة أن الجميع "مسؤول عن حماية هذه الذاكرة وتلقينها للجيل الصاعد". وأكدت في ذات السياق أن هذا المسعى يمر حتما من خلال "عدم نسيان ما قامت به فرنسا الاستعمارية من جرائم ضد الإنسانية "، معتبرة أن الإعتذار الذي يدعو إليه البعض لا يمحي هذه الجرائم التي تبقى على مر الزمن ثابتة". ودعت السيدة بن براهم بالمناسبة رئيس الجمهورية إلى "إنشاء نصب تذكاري خاص بالشهداء المفقودين في كل ولاية وكذا إلى إحصاء الأطفال الشهداء الذين تم قتلهم رفقة آبائهم أو كانوا ضحية تقتيل جماعي".