فاز مرشح الحزب الحاكم في النيجر محمد بازوم في الانتخابات الرئاسية التي شكلت سابقة ديمقراطية تمثلت بمغادرة الرئيس الحالي محمدو إيسوفو السلطة سلميا بعد ولايتين دستوريتين في بلد عاش على وقع أربعة انقلابات منذ استقلاله عن فرنسا عام 1960. وأغلقت مكاتب التصويت, أول أمس الأحد, بعد يوم انتخابي طويل دعي فيه حوالى 7,4 ملايين ناخب من أصل 23 مليون نسمة, إلى التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البلاد التي واجهت تحديات غياب الأمن في غرب البلاد وشرقها. ووفقا للنتائج الأولية التي أعلنها اليوم الثلاثاء إيساكا سونا, رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات, فاز مرشح الحزب الحاكم في النيجر محمد بازوم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وأفادت اللجنة بأن محمد بازوم الموالي للرئيس المنتهية ولايته محمدو إيسوفو, حصل على 55.75 في المئة من الأصوات ضد مرشح المعارضة محمود عثمان الذي حصل على 44.25 في المئة. وقال إيساكا سونا قبل اجتماع السلك الدبلوماسي والسلطات النيجيرية في قصر المؤتمرات في العاصمة نيامي, إن هذه "النتائج مؤقتة ويجب تقديمها لتحليل المحكمة الدستورية". ومن المتوقع أن يستمر فرز الأصوات على مدى خمسة أيام, هي المدة التي يخولها القانون للجنة الانتخابات حتى تعلن عن النتائج الأولية, التي ستحال إلى المحكمة الدستورية مع الطعون, ليعلنها نتائج نهائية. وكان محمد بازوم (61 عاما), وهو حليف للرئيس النيجري الحالي, محمد أيسوفو, قد حصل على 39% من الأصوات, في الجولة الأولى للانتخابات, التي خاضها 30 مرشحا, فيما, حصل مرشح المعارضة مهمان عثمان على 17 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى, ليصعدا إلى الشوط الثاني من انتخابات يراد لها أن تسفر عن أول تناوب سلمي على السلطة في النيجر. وينحدر بازوم من قبيلة أولاد سليمان العربية التي يقطن فرع منها النيجر, فيما تتركز غالبيتها أساسا في جنوب ووسط ليبيا,وسبق له أن شغل مناصب وزارية هامة, منها وزارتا الداخلية و الخارجية, قبل أن يختاره الحزب الحاكم (الحزب النيجيري للديموقراطية والاشتراكية) مرشحا للرئاسيات. أما منافسه عثمان (71 عاما) فهو أول رئيس منتخب ديمقراطيا للنيجر, و قد أطيح به في انقلاب عسكري عام 1996, وقد حظي بتأييد نحو عشرة أحزاب, و عدد من المرشحين من الجولة الأولى. وتعهد عثمان بإحداث تغيير والتصدي للفساد. اقرأ أيضا : النيجر: بدء التصويت في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية وجرى الشوط الثاني من الإنتخابات في أجواء هادئة, فيما تحدثت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات عن بعض الخروقات الطفيفة في مناطق نائية, مؤكدة أن الأمر لم يؤثر على سير عملية التصويت. وفي حديث باسم المراقبين الدوليين للانتخابات, قال رئيس بعثة مراقبي المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس), الرئيس النيجيري الأسبق محمد نامادي سامبو: "نحن راضون عن سير الانتخابات, لدينا مراقبون في انحاء متفرقة من البلاد, وهم راضون تماما عن تنظيم الانتخابات". وأضاف سامبو في حديث أمام الصحفيين, بعد لقاء جمعه برئيس النيجر المنتهية ولايته محمدو يوسفو "نحن سعداء بالانتقال السلمي للسلطة في النيجر, هذا درس للرؤساء الأفارقة". وشكلت هذه الانتخابات سابقة ديمقراطية تمثلت بمغادرة محمدو إيسوفو السلطة سلميا بعد ولايتين دستوريتين في بلد عاش على وقع أربعة انقلابات منذ استقلاله عن فرنسا عام 1960. وقال إيسوفو الذي لقي قراره بالانسحاب ترحيبا واسعا على الساحة الدولية بينما يتمسك العديد من القادة الأفارقة بالسلطة إن " تسليم السلطة في 2021 إلى خليفة منتخب ديمقراطيا سيكون أعظم إنجاز لي وسيكون الأول في تاريخ بلادنا". ووصف إيسوفو الانتخابات بأنها "يوم خاص للنيجر", وقال "إنه يوم خاص بالنسبة إليّ أيضا... أول انتخابات منذ ثلاثين عاما لست مرشحا فيها". وأضاف "إنّه يوم خاص للنيجر سيشهد لأول مرة في تاريخها تناوباً ديمقراطياً", وقال "يجب أن يسمح هذا التناوب للنيجر بتعزيز وضعها كنموذج للديمقراطية في أفريقيا". من جهته, قال محمد بازوم بعدما أدلى بصوته "نشعر بالفخر لاحترام موعد السابع والعشرين من ديسمبر", مضيفا "أطلب من الناشطين الخروج بأعداد أكبر لضمان فوزنا كما حدث في 13 ديسمبر" عندما جرت انتخابات المجالس في البلديات والمناطق. وكان بازوم الذي يعتبر رجل النظام القوي صرح أنه "إذا تم انتخابي, فسأكون رئيسا خلفا لإيسوفو وسيحفظ التاريخ اسمينا لأننا نجحنا في جعل بلدنا يحقق هذا الرهان" في بلد لم يشهد رئيسين منتخبين يتعاقبان على السلطة منذ استقلاله في 1960. وتعهد بازوم بالتركيز على الأمن والتعليم, خصوصا تعليم الفتيات, بينما يُسجَّل في النيجر أعلى معدل للخصوبة في العالم (7,6 أطفال لكل امرأة), وبالتركيز أيضا على الأمن في ظل تصدي البلاد لمجموعات مسلحة, مثلما وعد بطرح سياسات لإصلاح الاقتصاد المحلي. وبالتزامن مع الشوط الثاني من الانتخابات, أعلنت وزارة الدفاع النيجرية, إنها نشرت آلاف الجنود في مختلف مناطق النيجر لضمان سير الشوط الثاني في ظروف أمنية هادئة, خاصة في المناطق التي تشهد اضطرابات أمنية. ورغم أن الشوط الأول من الانتخابات الرئاسية لم تسجل فيه أي أعمال عنف, إلا أن الشوط الثاني كان على موعد مع هجمات مسلحة, حين استهدف لغم أرضي سيارة تابعة للجنة تنظيم الانتخابات في محافظة تيلابيري القريبة من الحدود مع مالي, وهو الهجوم الذي أودى بحياة سبعة أشخاص, هم رئيس وأعضاء أحد مكاتب تصويت. ورغم الأجواء الأمنية الصعبة, تجول المرشحان في جميع مناطق النيجر, بل إن مرشح المعارضة محمد عثمان, قد أطلق حملته الانتخابية من إقليم تيلابيري, المضطرب محاولًا تمرير رسالة تضامن مع السكان المحليين. أما مرشح الحزب الحاكم محمد بازوم, فقد زار إقليم تبلابيري في اليوم الثاني من انطلاق الحملة الانتخابية, وتعهد من هناك بالانتصار في "الحرب على الإرهاب".