قالت الصحيفة الأمريكية "نيويورك تايمز"، إن إضراب الصحفي سليمان الريسوني عن الطعام، الذي يقترب من ثلاثة أشهر، يعد أطول إضراب عن الطعام يخوضه صحفي مغربي، مشيرة الى ان هذا الاضراب يلقى الضوء على مخاطر العمل الصحفي بالمملكة. وذكرت الصحيفة الامريكية, في أحدث تقرير مطول لها, بتوقيع الصحفية المغربية عايدة العلمي, وزميلها في نفس الصحيفة نيكولاس كازي, تداولته عدة مواقع اخبارية مغربية, أن "اغتيال خاشقجي وبرودة ترامب دفعَتا الأنظمة العربية لتشديد قبضة القمع بما فيها المغرب الذي خنق الصحافة المستقلة". وترى "نيويورك تايمز", أن تطرق وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين, خلال اجتماعه مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في روما الشهر الماضي, إلى موضوع حرية الصحافة وحقوق الإنسان, أنه جزء من "تعديل الموازين" التي "اختلت" تجاه حقوق الإنسان في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وقالت الصحفية, إنه بعد ذلك الاجتماع غرد وزير الخارجية الأمريكي, قائلا, أنه ناقش مع نظيره المغربي "مصالح البلدين المشتركة في السلام والاستقرار الإقليميين وحقوق الإنسان, بما في ذلك حرية الصحافة", معتبرة أن في ذلك إشارة إلى وضعية الصحفيين المعتقلين في المغرب. وتناول التقرير الاضرابات عن الطعام التي يخوضها الصحافيون في المغرب دفاعا عن أنفسهم وبراءتهم, وعلى رأسهم الصحافي سليمان الريسوني المضرب عن الطعام لقرابة 3 أشهر, ونقلت الصحيفة عن مراقبين أن القضايا المتعلقة باعتقال الصحفيين في المغرب تعكس ديناميكية خطيرة تجاه الصحفيين على نطاق أوسع في شمال إفريقيا وبقية العالم العربي. وابرزت ذات الصحيفة, أنه لسنوات, لم يتردد الصحفي المغربي سليمان الريسوني - كاتب مقالات رأي في صحيفة مغربية- في معالجة بعض القضايا الأكثر حساسية في المملكة المغربية, بما في ذلك الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في عامي 2011 و 2016, لكن انتقاده لكيفية تعامل السلطات مع وباء كورونا, تضيف الصحفية, كانَ النقطة التي أفاضت الكأس. اقرأ أيضا: المغرب: معتقل سابق يخيط فمه تضامنا مع الصحفي سليمان الريسوني ومنذ أكثر من عام بقليل, قُبض على الريسوني في منزله بالدار البيضاء بعد اتهامات باعتداء جنسي, مزاعم يقول إنها كاذبة وملفقة لتخويفه, وسجن احتياطيا, ولذلك بدأ إضرابا عن الطعام منذ قرابة ثلاثة أشهر احتجاجا على ذلك. وكما ابرزت الصحيفة, أن الريسوني مثل أمام المحكمة في 10 يونيو الماضي, وكان هزيلا وغير قادر على المشي دون مساعدة, وقال للقاضي: "أرجوك أعدني إلى السجن لأموت". ولفتت الصحيفة في سياق متصل الى أن الريسوني هو واحد من 10 صحفيين مغاربة على الأقل تم سجنهم في السنوات الأخيرة, معظمهم متهمون بجرائم جنسية وأفعال أخرى تعتبر غير قانونية في المغرب, بما في ذلك بعض أشكال الإجهاض. ونقلت الصحيفة عن جماعات حقوقية قولها, إن الهدف الحقيقي للسلطات من متابعة خصومها بمثل هذه القضايا, هو إسكات الكادر الصغير من الصحفيين المستقلين في البلاد باتهامات كاذبة وذات دوافع سياسية. وكان جميع الصحفيين المحتجزين حاليا, قد نشروا مقالات عن الفساد أو إساءة استخدام السلطة داخل المملكة, واستهدف العديد منهم الشركات أو المسؤولين الأمنيين المرتبطين بالملك محمد السادس. جدير بالذكر, أن عدة منظمات حقوقية داخل وخارج المغرب, طالبت بالإفراج عن الريسوني, الذي يخوض إضرابا عن الطعام يقترب من الثلاثة أشهر, احتجاجا على حبسه الاحتياطي الذي فاق السنة, وعدم تمتيعه بمحاكمة عادلة. واعتقل الريسوني, المعروف بكتاباته المنتقدة للسلطات في المغرب, والذي شغل منصب رئيس تحرير الصحيفة المغربية المعارضة "أخبار اليوم" - التي توقفت عن الصدور منذ أسابيع , بعد 14 سنة من الوجود - ب تهمة "الاعتداء الجنسي", يوم ال 22 مايو من العام الماضي, من طرف رجال شرطة في زي مدني, وذلك عندما كان يهم بمغادرة سيارته بمدينة الدار البيضاء.