عبر مكتب مجلس الأمة، يوم السبت، عن استغرابه "البالغ" للتصريح "غير المقبول وغير المعقول" لممثل المغرب في الأممالمتحدة الذي جهر بدعم بلاده لما يسمى "حق تقرير المصير للشعب القبائلي"، مؤكدا أنه "موقف لا قيمة له من النواحي الدبلوماسية والاعتبارية". وأوضح مجلس الامة في بيان عقب اجتماع مكتبه برئاسة رئيس المجلس، صالح قوجيل، أنه تلقى ب"استغراب بالغ" التصريح "غير المقبول وغير المعقول" لممثل المملكة المغربية بالأممالمتحدة الذي "جهر، وبصفة رسمية، بدعم المغرب لما يسمى +حق تقرير المصير للشعب القبائلي+"، معتبرا هذا الموقف "لا قيمة له من النواحي الدبلوماسية والاعتبارية" و"يختزل انزعاجا قديما متجددا من النجاحات المحرزة في الجزائر التي تنحو، بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بخطى ثابتة نحو تثبيت مؤسساتها وتدعيم استقلالية قرارها السياسي". إقرأ أيضا: المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء تندد بالعملية "الشنيعة والمفضوحة" للدبلوماسية المغربية وشدد ذات البيان أن هذا الموقف يمثل "قراءة متسللة تائهة تحيد عن مجرى التاريخ والحاضر والمستقبل من نظام يتلذذ المناورات والمؤامرات ويستنسخ كل المؤامرات التي حاكها ضد الجزائر منذ تاريخنا القديم إلى زمن المقاومات الشعبية إلى جزائر نوفمبر"، مؤكدا أن "مدونة التاريخ المعاصر في المنطقة شاهدة على نظام بمزاج متقلب يقرأ وقائع الأيام بما يشبع غريزته العدائية لبلد الشهداء والتضحيات". واعتبر أن النظام المغربي بهذا الموقف "يبدو أنه يتناسى الرصيد النضالي والثوري للشعب الجزائري الذي دحر أعتى القوى الاستعمارية بالتضحيات والبطولات بدماء الشهداء الأبرار على مر العصور ونال استقلاله بعد كفاح مرير ذهب ضحيته مليون ونصف مليون شهيد". وأكد أن "جزائر نوفمبر لن تغفر مثل هكذا سقطة من نظام اعتاد المناورة والتآمر والانتهاك المتواصل للمقدسات والحرمات الوطنية لدول الجوار والتنكر لنضالات الأسلاف، خاصة إبان الحقبة الاستعمارية، والرفس على القانون الدولي، في ظل تعثر مساعي الأممالمتحدة لحل القضية الصحراوية". إقرأ أيضا: الجزائر تندد بقوة بانحراف خطير للدبلوماسية المغربية وبالمناسبة، أعرب المجلس عن أمله في أن "يتدارك الطرف المغربي بسرعة سقطته الدونية والفاضحة ويعتبرها رِدة متقدمة جدا في انتهاك القانون الدولي وانزلاقا غير مسبوق نحو الهاوية وانفلات فج من دبلوماسية قاصرة دخلت مرحلة من الحماقة والتهور غير المحسوب إزاء الجزائر". وذكر في هذا المقام أن "الموقف المغربي الذي لم يتغير منذ عقود، يشكل مفارقة لا تستقيم ولا تتسق مع منطق العلاقات الدولية المعاصرة"، مبرزا أن هذا الموقف "يمثل تحللا فاضحا للمغرب من مبادئ الاتحاد المغاربي، بحيث يدفع وشائج العروة لدى مواطني المغرب العربي نحو منطقة ظلامية ونحو طريق مسدود، بل ولأزمة مغربية تتكرر كل مرة عندما تصل دبلوماسيتها إلى مرحلة اليأس والقنوط". وخلص مكتب مجلس الأمة الى القول أنه "سيكون من العبث الموازنة أو عقد مقارنة بين إنهاء احتلال ضد دولة عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي، موجود ملفها على طاولة الأممالمتحدة، وبين من يحاول اللعب على وتر المقومات الوطنية لجمهورية سيدة موحدة واحدة عبر افتعال كل قضية يمكن تطويعها أو النبش فيها لإحراج الجزائر أو الإضرار بالاستقرار السياسي وبوحدة الأمة الجزائرية".