شارك وزير النقل، عيسى بكاي، اليوم الأربعاء، في أشغال المؤتمر العاشر لمجموعة وزراء النقل لبلدان غرب حوض البحر الأبيض المتوسط (مجموعة الحوار 5+5 للنقل)، متطرقا في كلمته الى الاستراتيجية الوطنية المنتهجة في هذا المجال لتطوير البنى التحتية و التجهيزات والموارد البشرية بهدف ضمان فعالية شبكات النقل وخفض التكاليف، حسبما افادت به الوزارة. وفي كلمته خلال المؤتمر، ذكر السيد بكاي بأن الجزائر شاركت "بشكل منتظم و فعال" في نشاطات هذه المجموعة وأعربت عن وجهات نظر بشأن المواضيع المتعلقة بالجهود المشتركة المبذولة من طرف بلدان غرب حوض البحر الأبيض المتوسط، بهدف وضع إطار ديناميكي للتعاون من أجل النهوض بتنمية القطاع داخل البلدان الأعضاء. و تطرق الوزير الى "التقدم المنشود" الذي شهدته الجزائر من خلال تنفيذ مشاريع هيكلية كبرى، خاصا بالذكر الطريق السيار شمال-جنوب الذي يعبر الجزائر بمسافة 3.400 كلم و الذي يلتقي بالطريق السيار شرق-غرب والموانئ التجارية، مشيرا الى انه سوف يتم ربطه كذلك بمشروع ميناء الوسط بشرشال. و بخصوص ميناء شرشال، فسيعطي، حسبه، "دفعا قويا للاقتصاد الوطني على مستوى البحر الأبيض المتوسط وعلى الصعيد العربي والإفريقي والدولي"، خصوصا بفضل ربطه بشبكتي السكك الحديدية والطرق وكذا المناطق اللوجستية المحاذية له و هو ما سيسمح له ان يكون "من أهم نقاط العبور الدولية في حوض البحر الأبيض المتوسط ويساهم في زيادة النشاط التجاري في وسط وشمال القارة الأفريقية". أما فيما يخص قطاع السكك الحديدية، قال السيد بكاي أن برنامج الاستثمار شمل عملية تمديد شبكة السكك الحديدية وعصرنتها وازدواجيتها وكهربتها واقتناء معدات جديدة مع إدخال نظام إشارات ومواصلات حديث قصد تحسين خدماتها، مشيرا الى ان طول هذه الشبكة الذي يبلغ حاليا 4.200 كلم مع تطلعات لتمديدها لتبلغ مسافة 6.500 كلم على المدى القصير ومسافة 12.500 كلم على المدى المتوسط. وفيما يتعلق بالنقل الدولي للبضائع على الطرقات، ذكر وزير النقل بان الجزائر انضمت إلى اتفاقية النقل البري الدولي" TIR"، مشيرا الى انه "تم الشروع في الإجراءات الخاصة بتنفيذها". بالإضافة إلى ذلك، أشار السيد بكاي الى إبرام الجزائر لاتفاقيات ثنائية مع عدة بلدان أوروبية و إفريقية لتسهيل التبادلات التجارية الدولية عبر النقل البري. كما شمل برنامج تنمية النقل الجوي وذلك من حيث البنى التحتية والمعدات والأسطول على حد سواء، حيث تمتلك الجزائر حاليا 36 مطارا مفتوحا للملاحة الجوية العمومية، والتي تم تطويرها وتكييفها في السنوات الأخيرة وفق المعايير الدولية بهدف توفير الخدمات المطلوبة من طرف المسافرين وتحقيق الازدهار الاقتصادي وحماية البيئة، حسب السيد بكاي. وفي إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة، قامت الجزائر، يقول وزير النقل، بعدة مبادرات في مجال حماية البيئة البحرية والجوية من التلوث الناجم عن السفن والطائرات بالنظر إلى الانبعاثات التي تصدر عنها، مؤكدا ان هذه المبادرات تجسدت في تطوير نظام قانوني يعمل على ترسيخ مضمون الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية المصادق عليها في إطار انضمام الجزائر إلى منظمة الطيران الدولي والمنظمة البحرية الدولية. وبخصوص تحسين السلامة الطرقية وتخفيض نسبة حوادث المرور، ذكر السيد بكاي انه تم إنشاء مندوبية وطنية للأمن في الطرق تحت إشراف وزارة الداخلية و التي كلفت بمهام أساسية تتمثل في ضمان التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمكافحة هذه الظاهرة وكذا وضع استراتيجية وخطة عمل وطنيتين للسلامة الطرقية. وفي الأخير دعا السيد بكاي البلدان الأعضاء في "مجموعة الحوار 5+5 للنقل" للمشاركة بشكل فعال في تعزيز التعاون المثمر الذي يعود بالفائدة على سكان المنطقة.