تغطي احتياطات الجزائر من المواد الطاقوية غير التقليدية أكثر من 150 سنة من الاستهلاك الحالي، بما في ذلك حاجيات السوق الوطنية والصادرات، حسبما أفاد به الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار. و أوضح السيد حكار، في لقاء صحفي مع التلفزيون العمومي بث مساء أمس الاثنين، أن "الاحتياطات من المواد غير التقليدية تغطي تقريبا أكثر من 150 سنة من الاستهلاك الحالي، كل ما نستهلكه في السوق الوطنية وكل ما نصدره". وفيما يتعلق بعائدات الجزائر من صادرات المحروقات، قال السيد حكار أنها بلغت 25 مليار دولار إلى غاية بداية سبتمبر الماضي، متوقعا أن تصل إلى حدود 33 مليار دولار مع نهاية السنة. وعن سؤال يتعلق بأرباح الشركة بعدما سجلت أسعار الغاز ارتفاعا محسوسا في السوق الدولية، قال السيد حكار أن سوناطراك تصدر كمية قليلة من الغاز في الأسواق الفورية، مشيرا إلى أن الشركة تعطي الأولوية للحفاظ على علاقتها التجارية طويلة المدى مع شركائها التاريخيين. إقرأ أيضا: سوق الغاز: على الجزائر الاستعداد لزيادة حادة في الطلب العالمي و بالمقابل، أوضح السيد حكار أن عقود الجزائر طويلة المدى و العقود متوسطة المدى فيها بنود تتعلق بالأسعار و مراجعتها وكيفية تحديدها، وأن هذه البنود تمنح الجزائر فرصة حسب طبيعة العقد وطبيعة الزبون لمراجعتها كل 3 سنوات، إلى جانب بنود استثنائية لمراجعة الاسعار في حالة وجود طارئ استثنائي في السوق الدولية، "يمكن مراجعته وفق مصلحة الجزائر بعد تقييمه". و أضاف بأنه لا توجد حاليا طلبات اضافية لإبرام عقود جديدة.وأشار في ذات السياق إلى أنه "لا يمكننا التوجه نحو الأسعار قريبة المدى و نخسر في المقابل زبونا تاريخيا للجزائر". الجزائر تصدر الغاز في الاسواق الفورية عبر الأنابيب و أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك وجود كميات "ليست كبيرة" من الغاز موجهة للسوق الحرة وتباع بسعر 29 دولار للوحدة الحرارية البريطانية، سواء عبر" جي. ان. ال" أو عبر الانابيب التي تم تسويق الغاز عبرها لأول مرة من طرف سوناطراك. من جهة أخرى قال السيد حكار أن تموين اسبانيا حسب الكميات المتعاقد عليها "مضمون" عبر انبوب "ميدغاز" و المقدرة ب 5ر10 مليار متر مكعب في العام، مع امكانية تموين اسبانيا بالغاز المميع في حال تسجيل طلب إضافي. و في رده على اقتراح البعض خروج الجزائر من منظمة أوبك، أوضح السيد حكار أن "طلب خروج الجزائر من المنظمة "قرار غير واع و له تداعيات وخيمة على السوق الدولية للنفط". إقرأ أيضا: سوناطراك: 80 بالمائة من عقود السداسي الأول 2021 موقعة مع مؤسسات جزائرية و أضاف بأن خروج الجزائر من أوبك "سيضع السوق في يد دول أخرى و يخل بتوازنه، ويبقي مصير السوق غير متحكم فيه"، مشيرا الى أن الاسعار وصلت في مرحلة ماضية الى 17 دولار/البرميل، تم رفعها الى 45 دولار/البرميل ثم الى 70 دولار للبرميل "بفضل جهود أوبك +". الاستكشافات في النيجر: نتائج إيجابية من جهة أخرى، أفاد السيد حكار أن سوناطراك تعمل على تطوير شراكات جديدة مع دول البيرو وكينيا والنيجر، كما تواصل عملها في ليبيا بعد استقرار الظروف الأمنية هناك، بالإضافة إلى الاستمرار في الاستكشافات في الدول المحيطة بالجزائر بعد تحقيق نتائج جيدة شمال النيجر. و بالنسبة للشراكة مع روسيا، تعمل سوناطراك على تطوير مشروع مشترك لتطوير حقل العسل، اين سيتم اتخاذ القرار قبل نهاية السنة والشروع في أعمال التطوير العام المقبل، إضافة الى انعقاد لقاء مع فرع غازبروم الروسية لتسويق الغاز في العالم ما يؤدي الى استقرار السوق و الحد من المضاربات و التذبذب في الأسعار. إقرأ أيضا: غاز: العقود الطويلة المدى سبب التهاب الأسعار في أوروبا و أكد السيد حكار أن سوناطراك اتجهت نحو ايطاليا و روسيا و تركيا لتقديم نظرتها حول التحول الطاقوي و الحد من الانبعاثات الغازية و بحث مشاريع جديدة للهيدروجين و للوقود الحيوي. و في حديثه عن المشروع البيتروكيماوي الجزائري-التركي، قال السيد حكار أن هذا المصنع الذي تتعدى قيمته 7ر1 مليار دولار سيستعمل مادة أولية جزائرية كما سيعطي فرصة لتسويق مادة البروبان على المدى الطويل في تركيا.