أكد المشاركون في المنتدى الدبلوماسي للتضامن مع الشعب الصحراوي، يوم الاثنين بالجزائر العاصمة، على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، و طالبوا الأممالمتحدة بالتعجيل في تصفية الاحتلال من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في قارة إفريقيا. جاء ذلك في الندوة الصحفية التي نشطها القائم بالأعمال في سفارة جنوب إفريقيا لدى الجزائر، لو سيلا باتريك، بمشاركة سفير الجمهورية العربية الصحراوية عبد القادر طالب عمر، و ممثلة سفارة جمهورية ناميبيا بالجزائر، لتقديم نتائج اجتماع المنتدى الدبلوماسي للتضامن مع الشعب الصحراوي، الذي عقد يوم امس الأحد عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد، بمشاركة 30 سفيرا و دبلوماسيا لدى الجزائر، الى جانب رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، و عشرات الشخصيات المتضامنة مع القضية الصحراوية. وتم خلال اجتماع المنتدى، يقول القائم بالأعمال في سفارة جنوب إفريقيا بالجزائر، لو سيلا باتريك، التأكيد على "ضرورة التضامن مع الشعب الصحراوي في ما يواجهه من تحديات و عراقيل، في سبيل حقه في تقرير المصير، وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية"، حيث عبر المشاركون عن التزام حكومات بلدانهم بمواصلة التضامن مع القضية الصحراوية. كما جددت جمهورية جنوب إفريقيا مساندتها للشعب الصحراوي، "بالنظر إلى ما عاناه شعبها من تجربة أليمة ومريرة مع الاستعمار"، وهو الاستعمار، يقول "الذي يعاني منه الشعب الصحراوي و يناضل من اجل حقه في تقرير مصيره، و استكمال سيادته على جميع أراضيه المحتلة". و ذكر في هذا السياق بالموقف الذي عبرت عنه وزيرة خارجية جمهورية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، خلال زيارتها الى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف في شهر نوفمبر من العام الماضي، و الذي يؤكد على استمرار بلادها في مساندة القضية الصحراوية. إقرأ أيضا: المشاركة الصحراوية في قمة بروكسل انتصار دبلوماسي وسياسي كبير كما أشار في سياق متصل إلى المحادثات التي جمعت بين رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، و رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، إبراهيم غالي ببروكسل، على هامش القمة الافريقية- الاوروبية المنعقدة يومي 17 و 18 فبراير، حيث أكد الرئيس الجنوب-افريقي على دعم بلاده لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. و شدد الدبلوماسي الجنوب -إفريقي ومنسق المنتدى على أن "الشعب الصحراوي يستحق أن يتحصل على حقه في الحرية و الاستقلال"، و دعا المجتمع الدولي، بقيادة الاتحاد الافريقي، الى "تحمل مسؤوليته في دعم العدالة و تطبيق الشرعية الدولية و تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية في اقرب وقت". من جانبه، أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية، عبد القادر طالب عمر، أن اجتماع المنتدى الدبلوماسي للتضامن مع الشعب الصحراوي كان "مناسبة للتعبير عن التضامن مع كفاح الشعب الصحراوي و مطالبة الاممالمتحدة بالتعجيل في تصفية الاحتلال من آخر مستعمرة في إفريقيا". و ثمن الدبلوماسي الصحراوي، بالمناسبة، موقف الاتحاد الإفريقي تجاه الشعب الصحراوي و تمسكه بما التزم به في القمة الافريقية الاستثنائية حول "إسكات صوت البنادق في إفريقيا"، شهر فبراير من عام 2020، الى جانب موقف مجلس السلم و الأمن الافريقي بخصوص ضرورة اجراء مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو) و تطبيق الميثاق التأسيسي بخصوص احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال، فضلا عن حماية المدنيين الصحراويين من قمع الاحتلال المغربي و حماية ثروات الشعب الصحراوي. من جهته، شدد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، السعيد العياشي، على دور المجتمع المدني في دعم نضال الشعب الصحراوي من اجل تصفية الاستعمار المغربي من الصحراء الغربية، مجددا التأكيد على موقف الجزائر ازاء القضية الصحراوية، "والذي يرتكز على الشرعية الدولية و الوفاء لمبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة". كما اكد على "دور الاعلام في مواجهة الدعاية المغربية المضللة، و التحسيس بعدالة القضية الصحراوية عبر مختلف دول العالم لكسب المزيد من التأييد، بما يساهم في بناء الجمهورية العربية الصحراوية على جميع أراضيها المحتلة".