تشكل الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الى دولة الكويت, اليوم الثلاثاء, فرصة لتوطيد العلاقات التاريخية المتينة وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وتهدف الزيارة إلى "توطيد العلاقات الثنائية وتعزيز أواصر الأخوة المتأصلة, بين الشعبين الشقيقين", حسبما افاد به بيان لرئاسة الجمهورية. وقد عرفت العلاقات بين البلدين منذ بداية 2020 تحولا نوعيا من خلال تبادل للرسائل بين قائدي البلدين وتنظيم عدة زيارات على مستوى الوزراء. وكان الرئيس تبون قد بعث, في 31 يناير الفارط, برسالة إلى صاحب السمو, الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت, سلمه اياها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة, خلال زيارته لدولة الكويت. وتم تثمين "توافق وجهات نظر" ورؤى البلدين الشقيقين إزاء العديد من القضايا والأزمات التي تمر بها المنطقة والعالم بشكل يؤكد على عمق العلاقات التي تربطهما, واتفاق إرادتهما السياسية الجادة في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وتلقى الرئيس تبون نهاية سبتمبر الماضي رسالة خطية من امير دولة الكويت, سلمه اياها وزير الخارجية الكويتي, الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح الوزير, خلال زيارته للجزائر. إقرأ أيضا: الرئيس تبون في زيارة رسمية إلى دولة الكويت ابتداء من اليوم الثلاثاء وتم خلال اللقاء "التأكيد على العلاقات التاريخية المتينة, بين الشعبين الشقيقين, بالنظر إلى التوافق في الرؤى بين قيادتي الدولتين, لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك", كما تم "الاتفاق على بعث اللجان المختلطة, في عديد المجالات". وخلال هذه الزيارة أكد وزيرا خارجية البلدين على "التوافق الذي يطبع مواقف الجزائروالكويت حول أهم القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك", لا سيما ذات العلاقة بالعالم العربي والعمل المشترك لتحقيق عوامل نجاح القمة العربية المرتقبة بالجزائر وتعزيز التعاون العربي الإفريقي. وعقب الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب, اكد وزير الخارجية الكويتي أن بلاده "ستكون أول المشاركين في القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر واخر المغادرين لها". == نحو تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات= وبالإضافة إلى تعاونهما الثنائي في المجال السياسي والديبلوماسي, تسعى الجزائروالكويت الى تقوية التعاون في المجالات الاقتصادية, الطاقوية, التجارية, السياحية, الثقافية والاجتماعية. وفي هذا السياق تم الاتفاق نهاية سبتمبر الماضي بالجزائر العاصمة على تنشيط اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين, ووضع خطة لإرساء شراكة استراتيجية حقيقية وواعدة تشمل المجالات الاقتصادية خاصة الاستثمارات المشتركة والتبادل الاقتصادي والتجاري. وفي هذا الشأن تم مؤخرا بحث سبل إنشاء مجلس رجال أعمال جزائري-كويتي وتنظيم زيارة لمتعاملين كويتيين إلى الجزائر خلال السداسي الأول من السنة الجارية. و في المجال التجاري, استعرض وزير التجارة, كمال رزيق, مع السفير الكويتي سبل تعزيز وتطوير العلاقات التجارية وآفاقها المستقبلية بترتيب لقاءات مع المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين وكذا تنظيم معارض في كل من الكويتوالجزائر بالإضافة إلى امكانية استفادة الجزائر من التجربة الكويتية في المساحات التجارية الكبرى وسبل رفع الصادرات الجزائرية من مختلف المنتوجات الغذائية والفلاحية التي تتطلبها الأسواق الكويتية. وفي قطاع الطاقة, تباحث وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب مع السفير علاقات التعاون الثنائي والفرص الاستثمارية وتبادل الخبرات بين البلدين في مجال المحروقات وخلق شراكات متبادلة المنفعة في إطار قانون المحروقات الجديد الذي يعرض العديد من المزايا للمستثمرين. وفي قطاع السياحة, تم التأكيد على ضرورة تفعيل وبعث اتفاق التعاون السياحي المبرم وترجمته إلى برنامج عمل فعلي للدفع بعلاقات التعاون والشراكة في ميدان السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي وترقيتها. وتربط الجزائربالكويت عده معاهدات في مختلف المجالات كاتفاقية للتعاون الثقافي والفني ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال البيئة والتعاون بين قطاعي الإعلام والاتصال والشباب والرياضة. ويسجل المستثمرون الكويتيون حضورا بالجزائر في مجال الخدمات لاسيما المالية والمصرفية. ويعتبر بنك الخليج (AGB), الذي بدأ نشاطه بالجزائر سنة 2004, من اهم الاستثمارات الكويتية الخاصة بالجزائر. ويمول البنك, الذي يعد من أولى البنوك الخاصة التي فتحت فرعا لها بالجزائر, عدة مشاريع ومؤسسات عبر 61 وكالة منتشرة بمختلف الولايات.