تمكن وفد أمريكي, اليوم الأربعاء, من كسر الحصار الأمني الجائر الذي فرضته قوات الاحتلال المغربي على المنزل العائلي للناشطة الحقوقية الصحراوية سلطانة سيد ابراهيم خيا بمدينة بوجدور المحتلة منذ اكثر من عام, وفق ما أفاد به بيان مركز عمل حقوق الانسان الامريكي. و قال المركز الحقوقي الأمريكي ان متطوعين من الولاياتالمتحدة, على غرار روث ماكدونو و أدريان كين, قد وصلوا الى المنزل العائلي لسلطانة خيا, وهم حاليا ضيوف عندها, "لحماية العائلة من انتهاكات حقوق الإنسان وكسر الحصار على المنزل", الذي استمر قرابة 500 يوما من طرف قوات القمع المغربية. و أبرز مركز عمل حقوق الانسان انه "لأول مرة, و بعد مرور أزيد من سنة على الحصار المفروض على عائلة المناضلة الصحراوية سلطانة خيا, تمكن أربعة ممثلين لمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان من الولاياتالمتحدةالأمريكية من الاطلاع على واقع الحصار غير القانوني على عائلة اهل خيا ودخلوا المنزل". و في اتصال مع "واج", قالت الناشطة الحقوقية الصحراوية سلطانة خيا ان "الوفد الحقوقي الذي كسر الحصار اليوم عن منزلها, يتكون من رجلين وامرأتين بينهم طبيب, جاؤوا للتضامن معها ضد ما تتعرض له من قمع على يد القوات المغربية, في انتهاك للقانون الدولي". من جهته, قال الحقوقي روث ماكدونو, حسب ما جاء في البيان : "يجب أن يتوقف العنف ضد المرأة في كل مكان. أنا هنا لدعم النساء الصحراويات اللواتي يطالبن بحقوقهن", في ما أكد رئيس مركز عمل حقوق الانسان والمدير التنفيذي السابق لمنظمة العفو الدولية بالولاياتالمتحدةالأمريكية, جاك هيلي, على انه يصر على "أن تدافع حكومة الولاياتالمتحدة عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية". و يطالب مركز عمل حقوق الإنسان بوضع حد لعمليات الاغتصاب ومحاسبة المتورطين وضمان حرية الحركة لعائلة خيا وجميع الزوار, كما يدعم المركز الحقوقي الأمريكي, مطالب سلطانة خيا وعائلتها, بما في ذلك إزالة القوات والحواجز حول منزلهم و حيهم, ومعالجة خزان المياه الملوثة. و كانت قوات القمع المخزنية قد فرضت الاقامة الجبرية على المنزل العائلي للمدافعة عن حقوق الانسان سلطانة خيا منذ شهر نوفمبر 2020, حيث تعرضت الأسرة لانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان, بما في ذلك اقتحام المنزل و الاعتداء الجنسي على سلطانة خيا و شقيقتها, و الحقن بمواد مجهولة المصدر. كما تعرضت سلطانة خيا عدة مرات الى محاولة التصفية الجسدية من قبل قوات الاحتلال المغربي, بسبب نضالها المستمر في سبيل تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير, و اصرارها على رفع علم الجمهورية العربية الصحراوية على سطح منزلها. ووثقت منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية وغيرهما من المنظمات الحقوقية الدولية المعروفة, انتهاكات حقوق الانسان في الصحراء الغربية على يد القوات المغربية, من بينها الاعتقالات الواسعة النطاق وتعذيب المعارضين والقمع العنيف للاحتجاجات السلمية. و في 1 يوليو 2021, أدانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان, ماري لولور, الأعمال الانتقامية ضد سلطانة خيا, و أعربت عن "قلقها بشكل خاص بشأن الاستخدام الواضح للعنف والتهديد بالعنف لمنع وعرقلة المدافعات عن حقوق الإنسان في أنشطتهم السلمية في مجال حقوق الإنسان". و تعمل سلطانة خيا كرئيسة للرابطة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الموارد الطبيعية للصحراء الغربية, وهي عضو في الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي, ومرشحة لعدة جوائز من بينها جائزة "ساخاروف" و الجائزة الاسبانية "استر غارسيا".