أعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، يوم الخميس، عن موافقة الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" المسلحة (الحوثيون)، على تمديد الهدنة في اليمن مدة شهرين إضافيين قبل ساعات من انتهائها. و قال غروندبرغ في بيان: "أود أن أعلن استجابة أطراف النزاع بشكل ايجابي لاقتراح الأممالمتحدة لتجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين. وتدخل الهدنة المجددة حيز التنفيذ بانتهاء الهدنة الحالية", أي بنهاية اليوم. و أوضح أنه "جرى تمديد الهدنة وفق نفس أحكام الاتفاقية الأصلية والتي دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل الماضي". و يشمل الاتفاق بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي السماح لسفن الوقود بدخول الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون وبعض الرحلات الجوية التجارية من مطار صنعاء ومحادثات لإعادة فتح طرق رئيسية في مدينة تعز التي يتنازع عليها الجانبان. اقرأ أيضا : المجلس الرئاسي اليمني يوجه رسالة سلام للحوثيين مع دخول الهدنة أسبوعها الرابع و قال غروندبرغ: "شهد اليمنيون الفوائد الملموسة للهدنة خلال الشهرين الماضيين. وانخفض عدد الضحايا المدنيين بشكل كبير, ودخل المزيد من الوقود إلى اليمن عبر ميناء الحديدة, مع استئناف الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي, بعد ما يقرب 6 سنوات على الإغلاق". و أضاف: "سأستمر بالعمل مع الأطراف لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملة, والتوجه نحو حل سياسي مستدام لهذا النزاع يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين الم شروعة رجالا ونساء". و تابع: "لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل, لا سيما فيما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله". و خلال فترة الهدنة, تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون اتهامات بخرق وقف النار, كما أن الاتفاق لم يطبق بالكامل خصوصا ما يتعلق برفع حصار الحوثيين لمدينة تعز, لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير. و كانت منظمات إغاثية عاملة في اليمن دعت أطراف النزاع, أول أمس الثلاثاء, إلى تمديد الهدنة, قائلة: "رأينا الآثار الإنسانية الإيجابية للهدنة, ففي الشهر الأول من الهدنة فقط انخفض عدد القتلى أو الجرحى في اليمن بأكثر من 50%, ونظرا للدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير". و يتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن, فيما يحتاج آلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين,إلى علاج طبي عاجل لا يتوافر في البلد الذي تعرضت بنيته التحتية للتدمير. و يعتمد نحو 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة. و منذ أكثر من 7 سنوات يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية, مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية, والحوثيين المسيطرين على محافظات, من بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.