نقلت طائرة تابعة للخطوط اليمنية الأربعاء، عشرات المسافرين من صنعاء إلى القاهرة في أول رحلة تجارية بين العاصمتين منذ 2016، وذلك في إطار الهدنة التي يشهدها البلد الغارق في الحرب والتي تنتهي الخميس. وأفاد المكتب الإعلامي للمبعوث الأممي لليمن وكالة فرانس برس بأنّ 77 شخصا استقلوا الطائرة التي أقلعت صباحا من المطار المغلق أمام الرحلات التجارية منذ نحو ست سنوات، فيما أفاد مصور الوكالة بأنه لم يُسمح للصحافيين بدخول المطار. وهذه سابع رحلة تجارية تنطلق من العاصمة صنعاء منذ بدء سريان الهدنة في الثاني من أفريل الماضي. والرحلات الست الأخرى كانت بين صنعاء وعمّان في الأردن ونقلت غالبيتها مرضى يمنيين. ويدور النزاع في اليمن منذ 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأممالمتحدة. وبموجب اتفاق الهدنة، كان يفترض السماح برحلتين تجاريتين من صنعاء أسبوعيا، لكن خلافات حول مصادر جوازات السفر قلصت أعداد هذه الرحلات التي مثّلت بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة. وفيما تقترب الهدنة من الانتهاء، حذّرت واشنطن الثلاثاء، من "صعوبات" تواجه محادثات حول تمديدها. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، إن المحادثات الرامية إلى تمديد مفاعيل وقف إطلاق النار "لم تنته بعد لكن يبدو أنها تواجه بعض الصعوبات". وأشارت في تصريح للصحافيين إلى أن بلادها تعتبر وصول المحادثات إلى مأزق مشكلة، قائلة "أشجع الفرقاء في الجانبين على مواصلة تلك الجهود وعلى إيجاد سبيل سلمي لتوفير المساعدات الإنسانية للشعب اليمني". وكانت منظمات إغاثية عاملة في اليمن دعت أطراف النزاع الثلاثاء إلى تمديد الهدنة، في وقت أعرب المتمردون والحكومة عن عدم ممانعتهم إنما من دون التوصل إلى اتفاق فعلي بشأن ذلك. وقالت المنظمات وعددها أكثر من ثلاثين بينها "المجلس النروجي للاجئين" في بيان "رأينا الآثار الإنسانية الايجابية للهدنة، ففي الشهر الأول من الهدنة فقط انخفض عدد القتلى أو الجرحى في اليمن بأكثر من 50 بالمئة، ونظرا للدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير".