في الوقت الذي تتصاعد فيه الأصوات الرافضة للتطبيع الرسمي للعلاقات بين المملكة المغربية والكيان الصهيوني، في الشارع المغربي، ضرب نظام المخزن هذه التنديدات عرض الحائط، وفي استفزاز علني لمشاعر الفلسطينيين، أعلن مشاركة رياضييه في دورة للمصارعة ينظمها الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتناولت وسائل اعلام محلية، بالانتقاد، قرار التطبيع الرياضي الذي عمد إليه نظام المخزن مع الكيان الصهيوني، في اطار تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بينهما، حيث لم يجد رئيس الاتحاد المغربي للمصارعة، فؤاد مسكوت، حرجا في الإعلان عن بعث رسالة إلى ما يسمى "الاتحاد الصهيوني للمصارعة"، من أجل إعلان مشاركة مصارعين مغربيين في دورة ستجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة، منظمة من قبل الكيان الصهيوني يومي 25 و26 أغسطس المقبل. وتحجج فؤاد مسكوت في رسالته بأن المشاركة تأتي لكون "الرياضة كانت دائما أداة للسلام العالمي والصداقة بين الشعوب". غير أنه في وقت تدعي الجهة المنظمة أن الدورة تأتي "للتقريب بين الشعوب"، يواصل الكيان الصهيوني في احتلاله لفلسطين والمضي في سياسة التمييز العنصري والتنكيل بالأسرى والمعتقلين، وقتل الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين، و اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى يوميا تحت حماية جنودهم. ==رفض أحرار المغرب للتطبيع بكل أشكاله== وبينما يرفض الشعب المغربي المشاريع التطبيعية لبلاده، يضع نظام المخزن أذنا من طين وأخرى من عجين، ويمضي في اتفاقياته مع الكيان الصهيوني. ففي سياق رفض أحرار المغرب التطبيع، استنكرت الجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، في رسالة إلى وزير التعليم العالي المغربي، عبد اللطيف الميراوي، اتفاقية التعاون الموقعة مع الكيان الصهيوني، و أعربت عن رفضها "استخدامِ الجامعة المغربية والتعليم العالي، بأي شكل من الأشكال، لتمرير المشاريع التطبيعية". وأبرزت النقابة التعليمية المغربية أن "وزارة التعليم العالي تعرف منحى تصاعديا للتطبيع"، واصفة الأمر ب"الخطوة التي تستفز مشاعر المغاربة وتخترق الجامعة المغربية، في الوقت الذي تقاطع فيه جامعات ومعاهد عليا مرموقة ومتألقة عبر العالم الكيان الصهيوني وتتحفظ على التعاون والتبادل الأكاديمي والعلمي معه، انطلاقا من أسس أخلاقية وقيمية ومبدئية". ووصفت الجامعة الوطنية للتعليم، استقبال وزيرة العلوم والتكنولوجيا والفضاء للكيان الصهيوني، و التوقيع على "مذكرة تفاهم في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا" ب"التضحية بالجامعة المغربية، وتقديمها قربانا" للكيان الصهيوني. وفي السياق، أكدت أن ذلك من شأنه "فتح الباب على مصراعيه للتغلغل الصهيوني، في اتجاه تخريب عقول الطلبة والطالبات، وتزييف الحقائق والوقائع حول الصهيونية". وفي وقت شددت النقابة على أن "القضية الفلسطينية هي قضية وطنية للشعب المغربي، والكيان الصهيوني هو كيان استعماري استيطاني عنصري"، أعلنت رفضها لكل أشكال التطبيع، و أن "اتفاقية التعاون المبرمة لا تعني الشعب المغربي بأي شكل من الأشكال، ولا تمثل لا الأساتذة الجامعيين ولا الطلبة". واستنكرت في هذا الصدد ما اعتبرته "توظيف قيم التسامح والتعاون والسلام واتفاقيات الشراكة في البحث العلمي والأكاديمي، لتمرير مشاريع مناقضة، تخفي الطابع العنصري للصهيونية"، وتبرر جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين. كما طالبت الجامعة الوطنية للتعليم، ب"وضع حد لأي تطبيع تربوي وثقافي وأكاديمي، ومقاطعة المؤسسات الأكاديمية للكيان الصهيوني على كافة المستويات"، مصرة على أن "التطبيع بجميع أنواعه هو شرعنة لجرائم الكيان الصهيوني، يستهدف خلق +قيم+ تربوية و أخلاقية جديدة، تسعى لإقناع الطلبة والأساتذة والباحثين في الجامعات المغربية بالمفاهيم الصهيونية والتصالح والتطبيع مع الصهاينة". كما طالب تكتل "صحافيون مغاربة ضد التطبيع" مع الكيان الصهيوني، أول امس الاثنين، سلطات المملكة بإغلاق مكتب قناة تابعة للكيان الصهيوني في المغرب "فورا"، معتبرين فتحه "استفزازا لمشاعر المغربيين وتورطا فاضحا في التعتيم على الحقيقة". وأعلن التكتل في بيان وقعه عشرات الصحفيين المغربيين، رفضه الترخيص لفتح القناة الصهيونية في المغرب، معتبرا أن "التطبيع الإعلامي" مع مؤسسات الكيان الصهيوني "يعد تورطا فاضحا في التعتيم على الحقيقة، وتشجيعا على قتل الأبرياء وسرقة الأراضي وهدم البيوت وطمس القضية الفلسطينية و استبدالها برواية صهيونية مزيفة تشوه الحاضر والتاريخ". وطالب التكتل ب"وقف مسلسل التطبيع ومواصلة دعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل المشروعة"، كما دعا كل المنابر الإعلامية والمنظمات الحقوقية إلى ضرورة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، ومقاطعة كل الأنشطة الثقافية والإعلامية والاقتصادية "كسلاح سلمي في مقاومة الاحتلال". وكانت قناة صهيونية قد افتتحت مكتبين بالمملكة المغربية، في كل من الرباط والدار بيضاء. ولاقى حفل الافتتاح الذي أقيم بالموقع الأثري "باب شالة" الكبير، بالعاصمة، استنكارا شعبيا واسعا، حيث قال "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" إن الأمر "تدنيس للمعلم، يتجاوز التطبيع السياسي الإعلامي الرسمي، إلى طعن تاريخ وذاكرة الشعب المغربي". كما وصفته "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الامة" ب"التسونامي التطبيعي" الذي تمارسه الدولة المغربية في علاقتها مع سلطات الاحتلال الصهيوني منذ توقيع اتفاقيات تطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما في ديسمبر 2020، معتبرة اياه "تحد غير مبرر لمشاعر الشعب المغربي المحب لفلسطين".