تتصاعد حمى الاحتجاجات الرافضة لقرار تطبيع نظام المخزن لعلاقاته علنيا ورسميا مع الكيان الصهيوني ولجملة الاتفاقيات الموقعة معه في شتى المجالات، حيث يواصل الشرفاء في الشارع المغربي التعبير عن رفضهم بشكل قاطع خيانة القضية الفلسطينية. وما تنفك المظاهرات الاحتجاجية الرافضة للتطبيع الخروج لشوارع مختلف المدن المغربية رغم مرور سنة ونصف سنة عن إعلان المخزن تطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني وإخراج العلاقات التي كانت موجودة في الأصل إلى العلن وهو ما يرفضه الشعب المغربي على اختلاف مشاربه وأطيافه، معتبرا إياه خيانة للأمانة المتمثلة في القضية الفلسطينية. ورغم محاولات قوات القمع المخزنية تفريق الرافضين للتطبيع بالقوة خلال مسيراتهم الاحتجاجية إلا أنهم يمضون رافعين شعارات، مندّدة ب"العار المخزني" من خلال التعامل مع الكيان الصهيوني وخيانة القضية المركزية وطعن الشعب الفلسطيني في الظهر على غرار ما كان مع المحتجين التابعين للجبهة الاجتماعية المغربية الذين غصت بهم شوارع الدار البيضاء الأسبوع الماضي. وخلال الاحتجاجات المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني رفعت الأعلام الفلسطينية وصور الصحافية شيرين أبو عاقلة التي اغتيلت من قبل قوات الاحتلال بينما عمد مشاركون إلى إحراق "العلم" الصهيوني. وفي آخر الاحتجاجات الرافضة لموجة التعاملات والاتفاقيات المتزايدة في إطار التطبيع المخزني مع الصهاينة، ندّدت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بما وصفته "تسونامي التطبيع" الممارس من قبل السلطات المغربية مع الكيان الصهيوني منذ ديسمبر 2020، مؤكدة رفضها "القاطع للخطوات التطبيعية المغربية مع الكيان المجرم". وبينما أشادت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بمواقف "الشعب المغربي الرافض لأي خطوة تطبيعية مع الكيان الصهيوني المجرم"، اعتبرت أن "أي تواصل مع الكيان الصهيوني هو مشاركة في جرائمه ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى". وتعرض حفل افتتاح مكتب قناة صهيونية أقيم في الموقع الأثري بباب شالة الكبير بالعاصمة الرباط انتقادا واستنكارا شعبيا واسعين بينما اعتبرته الهيئة المغربية لمناهضة التطبيع "تدنيسا للمعلم يتجاوز التطبيع السياسي الإعلامي الرسمي إلى طعن تاريخ وذاكرة الشعب المغربي"، مشدّدة على أن "أي تواصل مع الكيان الصهيوني هو مشاركة في جرائمه ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى". كما أدان المرصد المغربي لمناهضة التطبيع تنظيم الحفل الصهيوني في موقع تاريخي بالرباط، مشددا على أن الأمر "تدنيس للمعلم يتجاوز التطبيع السياسي الإعلامي الرسمي إلى طعن تاريخ وذاكرة الشعب المغربي... وطعن في شرف وكبرياء وتاريخ وذاكرة الشعب المغربي". واستنكر المرصد تعاون مسؤولين في قطاعات حكومية مغربية عدة في الحفل مع مهندسي حفل افتتاح مكتب القناة الصهيونية، مشيرا إلى أن "الحفل كان مليئا بالرسائل ومنها تنظيمه على بعد أيام من ذكرى احتلال القدس وهدم حارة المغاربة واغتصاب مفاتيح باب المغاربة على الأقصى المبارك من قبل العدو الصهيوني". وسبق لرئيس المرصد، أحمد ويحمان، أن ندّد بإبرام وزارة التعليم العالي المغربية لمذكرة تفاهم مع الكيان الصهيوني في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا، مؤكدا أن "الاختراق الصهيوني أصبح يهدد المغرب في مصيره وكينونته" وأنه "يجب أن يعي المغاربة أن العد العكسي لانهيار المملكة قد بدأ". وأضاف أن "تطبيع العلاقات في مجال التعليم ما هو إلا جزء يسير من خطة الاحتلال الصهيوني للاستيلاء على كافة المجالات". وأكد أنه "إذا ما استمرت الأمور فيما هي عليه الآن سيتساءل المغاربة بعد مدة قصيرة عن شيء اسمه المغرب".