تشهد مطاعم ميناء الغزوات (غرب ولاية تلمسان) خلال العطلة الصيفية الحالية إقبالا معتبرا على أطباق السمك لمواطنين من داخل وخارج الولاية، وحتى من ديار الغربة. فبعد قضاء عيد الأضحى المبارك و الإعلان عن النتائج المدرسية، سجل توافد كبير لمختلف فئات المجتمع لاسيما العائلات مرفقة بالأطفال سواء في فترة الغذاء أو العشاء على مطاعم هذه المسمكة وسط ديكور تصنعه زرقة الماء و السفن و قوارب الصيد الراسية بالميناء. فمن رواد المكان من قدم للتلذذ بأطباق السمك الشهية و من اختار الديكور للاحتفال بالنجاح الدراسي للأبناء أو عيد ميلاد، و حتى خطبة زواج أو بدافع الحنين لمطاعم السمك بالنسبة للمواطنين المقيمين بالمهجر بعد تحسن الوضعية الصحية بالبلاد التي أفرزتها جائحة كورونا (كوفيد-16). الزائر للمسمكة تستدرجه الرائحة الجذابة للسمك المنبعثة من المطابخ فلا يتمالك نفسه في الولوج إلى هذه المطاعم مما يخلق طوابير لا متناهية لحجز طاولة. -- تفنن في الطبخ و العرض -- يعرض أصحاب المطاعم عدة أنواع من الأسماك يتقدمهم حساء السمك مرفقا بقطع الخبز المحمر في الفرن مع صلصة مخلوطة بالفلفل الأحمر الحار والقليل من الخردل مع طبق سلاطة صيفية متنوعة تجمع الطماطم و البصل و الفلفل الحلو و الزيتون وغيرها. و تتنوع أطباق السمك ما بين المقلي في الزيت و المشوي على الجمر كالطبق المتنوع فيه خليط من الجمبري و المحار و أنواع من السمك الأبيض. كما يقترح على الزبائن سمك أبو سيف و السردين و التونة و كذلك الجمبري على الجمر زيادة على الأخطبوط بصلصة طماطم. و يتلذذ الزبائن هذه الأطباق التي يجدون أسعارها "مناسبة" تصل إلى 1.200 دج لطبق السمك المتنوع و تزيد قليلا بالنسبة للأسماك المشوية على الجمر، حسب تصريحات بعضهم. و من بين هؤلاء الحاج ميمون، مغترب جزائري مقيم بفرنسا الذي ذكر بأنه يجد لذة في السمك بمطاعم الغزوات التي يرتادها في كل عطلة صيف رفقة عائلته، معربا عن ارتياحه للخدمات المقدمة من طرف عمال شبان يتميزون بالبشاشة و الخفة في تلبية جميع الطلبات في وقت وجيز، على حسب قوله. و الشيء الملفت للنظر بهذه المطاعم و حتى بحظائر السيارات المجاورة لها حلاوة اللسان عند الشباب الساهر على خدمة الزبائن، حيث أشادت السيدة لويزة من ولاية بجاية بحفاوة الاستقبال, قائلة "احترت إلى أي مطعم أتجه بسبب ما قابلته من بشاشة و طيبة خاطر لدى عارضي الخدمات الذين لا يكلون للإجابة على كل الأسئلة فيما يخص الأطباق و التسعيرة". و ترى هذه الزائرة بان المكان يستحق المقام نظرا لما يحيط به من طبيعة خلابة و إطلالته المباشرة على البحر. مطاعم السمك في تزايد و ...توسع و الجدير بالملاحظة أن مطاعم السمك بميناء الغزوات في تزايد و توسع هذه السنوات الأخيرة نتيجة التوافد المضطرد عليها. و في هذا الصدد، يذكر سهلي غوتي، صاحب مطعم من هذا النوع, أن أكل السمك بالميناء كان يقتصر في وقت ما على محلات متواضعة تستخدم معدات بسيطة لتتطور شيئا فشيئا باعتماد البناء العمودي لإنشاء طوابق قصد التوسع, تزدان بنوافذ زجاجية للسماح للزبائن بالاستمتاع بمنظر البحر و مرتفعات مدينة الغزوات. و أشار من جهة أخرى إلى أن أصحاب هذه المطاعم يحرصون على تقديم أطباق السمك الطازج الذي يقتنونه من الصيادين مباشرة, لافتا إلى أن التوافد يرتفع في فصل الصيف و فترة العطل المدرسية و بمناسبة الرحلات البحرية للمسافرين عبر ميناء الغزوات حيث يكثر الطلب خاصة على الوجبات المحمولة. و يطل أحد هذه المطاعم على رصيف الميناء في الجهة المعاكسة للمحطة البحرية للغزوات حيث يلتقي الصيادون منهم من يخيط الشباك و منهم من يقتني الثلج من المثلجة الخاصة بالميناء و منهم من يتفقد قاربه و غيرها من المناظر التي تعكس يومياتهم. و لعل الملفت للانتباه بالمكان منظر صخرتين غير بعيد داخل البحر يطلق عليهما اسم "الشقيقتان" و يتخذهما الزائر كخلفية لالتقاط صور تذكارية.