دعا المشاركون في منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك الذي اختتمت أشغاله اليوم الأربعاء بوهران جامعة الدول العربية إلى وضع آليات للتعاون والتفاعل مع المجتمع المدني العربي وإشراك ممثليه في رسم وتنفيذ السياسات العربية في إطار توحيد الرؤى حول القضايا ذات الأولوية والاهتمام المشترك. وتضمنت التوصيات التي سيتم رفعها إلى القمة العربية المقررة في الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر القادم إشراك المجتمع العربي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تفعيل دوره في رسم ووضع وتنفيذ السياسات العربية وتشجيع مبادراته ومشاريعه المجتمعية في هذا الشأن. كما أوصى المشاركون بضرورة بلورة استراتيجيات مبنية على رؤية مشتركة ومندمجة خاصة في جانب الأمن الطاقوي والغذائي والمائي والبيئي. و ثمنوا مبادرة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الرامية إلى تفعيل وترقية دور المجتمع المدني الجزائري من خلال دسترة وإنشاء المرصد الوطني للمجتمع المدني تعنى بقضاياه وأدواره وانشغالاته واعتبار المرصد نموذجا يحتذى به. ودعا المشاركون إلى مواصلة الالتفاف حول قضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية من خلال موقف موحد وقوي عبر إحياء مبادرة السلام العربية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. كما تمت الدعوة إلى "الدفع بالاندماج الاقتصادي العربي برفع الحواجز بين الدول العربية لا سيما منها تلك المتعلقة بحرية تنقل الأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال" و"إتاحة الفرصة للمجتمع المدني بمفهوم الدبلوماسية الشعبية للمساهمة في تعزيز العمل العربي المشترك عبر تنظيم فعاليات وتظاهرات ترمي إلى رص وتقوية الصف العربي". كما أكد المشاركون على ضرورة "إسهام المجتمع المدني العربي في تطوير البنى الفكرية لتماسك الأمة والتشبع بهويتها وتعزيز استخدام اللغة العربية وتطوير البنية التحتية للإنتاج الثقافي كإنشاء المكتبات العامة والمسارح ودور السينما والمتاحف والاهتمام بالسياحة الثقافية بين الدول العربية قصد تنمية العمل الثقافي العربي المشترك". وأوصى المشاركون أيضا ب "توسيع مشاركة الشباب في صنع القرار وتمكين المرأة العربية من أداء أدوار ريادية على كل المستويات والأصعدة" و"وضع أطر تتيح العمل الثقافي العربي المشترك وتعمل على إبراز البعد الحضاري العربي وإحياء الذاكرة الجماعية" و"تحرير مبادرات الأفراد والمنظمات الحاملة للمشاريع الهادفة إلى توطيد سبل التماسك والتضامن المجتمعي العربي". كما تمت الدعوة إلى "تكييف المناهج التربوية والتعليمية للدول العربية خاصة في الأطوار الأساسية بما يحقق التنشئة السليمة والكفيلة بنشر الوعي بالمصير العربي المشترك" و"تنسيق العمل التضامني والتطوعي العربي في حالات الأزمات والكوارث التي تمس أي قطر من الأقطار العربية" و"مرافقة المجتمع المدني العربي عبر توفير فرص تكوينية متخصصة لتعزيز قدراته وأداء أدواره بفعالية مع تشجيع تبادل الخبرات والتجارب الناجحة" وكذا "دعوة وسائل الإعلام العربية لتكثيف تناولها للقضايا ذات الاهتمام العربي المشترك لا سيما في مجال الذاكرة والثقافة العربية". للتذكير فقد شارك في منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك المنظم على مدار خمسة أيام بمبادرة من المرصد الوطني للمجتمع المدني زهاء 150 شخصا من مسؤولين سامين وناشطين من المجتمع المدني ومؤثرين وشخصيات أكاديمية رفيعة من 19 دولة عربية وهي الجزائر ومصر وتونس والبحرين والكويت وموريتانيا والإمارات العربية المتحدة, إضافة إلى سلطنة عمان والعربية السعودية واليمن وسوريا وفلسطين والعراق والسودان وليبيا ولبنان والأردن وقطر و كذا جيبوتي. وقد تطرق المشاركون في هذا اللقاء إلى عدد من القضايا المتعلقة بدور المجتمع المدني في مواجهة التحديات الوطنية والدولية من خلال تعزيز ونشر مجموعة من القيم والمبادئ التي تهدف إلى تطوير وتنمية المجتمعات, وكذا المساهمة الفاعلة في نشر مفاهيم الحياة المدنية والحقوق والحريات الأساسية. وتم مناقشة أيضا مواضيع أخرى تخص مسيرة العمل العربي المشترك بالإضافة إلى إبراز البعد الشعبي في بلورة وتيسير العمل العربي المشترك, بغية تعزيز التضامن العربي وتفعيل العمل وتطوير آلياته وتحقيق المزيد من التكامل والتنسيق والوحدة بين أبناء الأمة العربية.